فوجئت كما فوجئ غيري من المتابعين بل وحتى مسؤولي الأندية بقرارات الاتحاد السعودي التي سميت بالتاريخية دون وجود ما يوحي بذلك ولو بنسبة 20%، وإذا ما استثنينا إعلان العزم على التقدم بطلب استضافة كأسي آسيا للكبار والشباب "رغم كون الموافقة عليه غير مضمونة" فإن معظم القرارات شكلت صدمة لمحبي كرة القدم ولا أعلم حقيقة من أين أبدأ ومن أي القرارات سينطلق حديثي فإن تتطرقنا لفكرة تحويل مسمى هيئة دوري المحترفين إلى رابطة تتشكل من الأندية المشاركة في الدوري فتلك خطوة أقرب ما يمكن أن نشبهها بالوأد في المهد!!؛ لم لا ونحن نرى قراراً آخر مصيرياً يقر في الاجتماع ذاته تعتبره معظم الأندية ضدها ويصدر دون حتى استشارة رؤساء الأندية أو إشعارهم من قبل!! فكيف نستبشر بقرار الرابطة وقرارها بذاته لم تستشر فيه الأندية. ولا أعلم حقيقة عن أهمية تسمية صندوق مساعدة الرياضيين بصندوق الوفاء إذ لا أرى في تغيير مسمى صندوق اللاعبين القديم إلى المسمى الجديد أي تطوير أو تجديد لأن المهم هنا هو تفعيل هذا الصندوق وإبراز أهم أعماله ومنجزاته وليس تغيير اسمه!! وهنا نتمنى أن يتم التعامل مع مداخيل ومصروفات الصندوق الجديد بطريقة أكثر شفافية ومكاشفة خصوصاً مع الآلية الجديدة التي ستضخ في خزائنه مبالغ طائلة؛ فصندوق اللاعب سابقاً لم نسمع أو نقرأ يوما ما بأنه تكفل بحالة لاعب إذ كان علاج اللاعبين الذين يتعرضون للإصابات ويحتاجون لإجراء عمليات جراحية في الخارج يتكفل به الرئيس العام حسب ما يعلن. التقليص يدعم عشوائية الإدارات.. إسبانيا تزعمت التصنيف العالمي وجل لاعبي أنديتها «أجانب» أما ثالثة الأثافي فمن وجهة نظري أنها تكمن في قرار تقليص عدد اللاعبين الأجانب في الأندية من أربعة إلى ثلاثة وهو القرار الذي أراه انتكاسة بمعنى الكلمة لفكر التطوير الذي كنا ننتظره فقرار مثل هذا يدعم وبقوة الإدارات العشوائية التي تضيع أموال أنديتها بصفقات فاشلة وفي الوقت ذاته تصادر عمل الإدارات المميزة والتي تختار لاعبيها الأجانب بدقة وبعد بحث حثيث وبأموال قليلة نسبية، كما أن ربط وجود اللاعب الأجنبي بقتل الفرصة أمام اللاعبين الشباب أمر لا يقبله المنطق إذ أن التجارب السابقة والحالية في أقوى دوريات العالم تؤكد إيجابية زيادة العدد وليس تقليصه فمنتخبات مثل ايطاليا واسبانيا حققت كأس العالم عامي 2006 و2010 وأنديتها تعج باللاعبين الأجانب بل إن نادي انتر ميلان الايطالي لعب عدة مباريات بعشرة لاعبين أجانب ولم يؤثر ذلك في أداء منتخب ايطاليا والحال ينطبق على ريال مدريد الذي يلعب حالياً بأكثر من عشرة لاعبين أجانب ومنتخب اسبانيا يتزعم التصنيف العالمي، أما من يذهب إلى فرق العقليات والطريقة الاحترافية بيننا وبينهم فاعتراضه مردود عليه إلا إذ كان الهدف هو ابقاء وضعنا على ماهو عليه وعدم البحث عن التطوير. وهنا سأطرح سؤالاً ليصبح الأمر أكثر وضوحاً ماهو الذنب الذي اقترفه نادٍ مثل الفيصلي يقع في مدينة صغيرة والخيارات التي يمتلكها للبحث عن لاعبين مميزين محدودة نظراً لقلة عدد الشباب في تلك المدينة بالأصل وهجرة معظمهم للمدن الكبيرة بحثاً عن مستقبلهم دراسياً ووظيفياً؟ إذ يعتمد الفيصلي في مسيرته بالدوري على قدرة إدارته على اختيار اللاعبين الأجانب ومثلها الأندية الأحرى في المدن المشابهة وقرار مثل هذا من شأنه حصر التنافس في أندية المدن الكبرى. أيضاً ما ذنب الأندية السعودية التي تتأهل للبطولات الآسيوية حينما تواجه أندية أخرى تملك خيارات أكبر؟ وأخيراً تخيلوا وضع الأهلي والشباب والفيصلي وغيرها من الأندية التي تمتلك لاعبين أجانب مميزين كيف سيكون وضعهم بالدوري بعد هذا القرار؟ آخر سطر: كل قرار صدر البارحة تبعته جملة سنضع له آلية لتطبيقه!! منذ متى تصدر القرارات قبل وضع آلية تطبيقها؟! سؤال للتاريخ.