لا شك أن فراق الأحبة من أعظم الأمور التي تواجه الإنسان في حياته.. فكيف إذا كان ذلك الفراق إلى الأبد.. استشعرت هذا الحال عندما سمعت خبر وفاة والدنا الشيخ يحيى بن الحسن المالكي شيخ قبائل بني عبدالله في بني مالك الواقعة جنوب محافظة الطائف، حينئذ حاولت اشرد بالتفكير بعيداً عن الموت.. وكان يأتي مرة أخرى لتذكيري بأنه لا مخلد في هذه الدنيا، أدركت أن الخبر مفجع. فقد عرفته منذ أمد محباً للخير ويسعى بين الناس بالصلح ويحرص بحكم منصه في القبيلة على تحقيق مصالح المنطقة وخاصة توفير الخدمات العامة حيث سعى رحمه الله في متابعة افتتاح بلدية ومكتب للمرور بالإضافة إلى تخصيص عدة مواقع للمدارس ودور التعليم للجنسين. كما كان له مساهمة في الأعمال الخيرية في المنطقة من خلال متابعة افتتاح جمعية البر وكذلك تخصيص أراض لكل من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومقر دائم لمكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات. لقد كانت وفاة والدنا فاجعة بحق.. ربما أننا لم نستشعر الفراق إلا عند سماع الخبر فقد اختزنت في ذاكرتي له الكثير من الود والتقدير. وكان الفقيد من المشهود لهم بحبه للخير ونشره بين الناس ويسعى دائماً لفعل الجميل الذي لا ينتظر منه منة أو شكر وهذا مما يميز أصحاب الخلق النبيل والعطاء المتواصل لحب الآخرين. والدنا رحمه الله كان يتمتع بأريحية في التعامل وبكرمه وجوده. ولا يغيب عن الذاكرة كيف كان يرق ويعطف على الصغير ويكرم الكبير عند اللقاء سواء في البيت أو خارجه. كان الشيخ يحيى بن الحسن دمث الأخلاق طيب القلب يخيّل إليك عندما تتحدث معه أن قلبه مفتوح لك وانه قريب منك وذو ابتسامة صادقة ناهيك عن مداعباته اللطيفة مع الكل . ويحرص أشد الحرص على الاجتماع واللقاء مع الأقارب والأصدقاء وغيرهم وخصوصاً في المناسبات الكبيرة. أخيراً عزاؤنا لاخوانه الذين وقفوا كالجبل الأشم راضين بقضاء الله وقدره وعزاؤنا لأبنائه وذويه الذين حملوا السمعة الطيبة بفضل الله ثم بفضل إخلاصه في تربيتهم ورعايتهم طوال سنوات حياته فرحمه الله رحمة واسعة وعفا عنا وعنه ولا نقول إلا ما يقوله الصابرون لنرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).