يشهد ركن متحف تاريخ التعليم بجناح وزارة التربية والتعليم المشارك بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة كثافة من زوار الجناح من المعلمين المتقاعدين والمعلمات وكذلك من هم على رأس العمل ومن الطلاب، حيث يعيد الذكريات للمعلمين والمعلمات المتقاعدين، ويبين للجيل الجديد كيف كان التعليم في المملكة العربية السعودية سابقاً. وكان في مرافقة زوار المتحف الاستاذ طارق الجبير ليشرح لهم عن مقتنيات متحف تاريخ التعليم وكيف كان التعليم في الماضي، حيث يبين بدايات التعليم والتي كانت أولاها الحلقات في المساجد والكتاتيب وأدوات التعليم البسيطة وحتى أحدث المباني ووسائط التعليم الإلكتروني. وأوضح الاستاذ طارق أن الوزارة تعتني بتوثيق تاريخ التعليم وأيضاً بنشر هذا التراث العلمي والتعريف به، وضمن هذا التوجه فقد خطت الوزارة خطوات عملية لتحقيق هذه الغاية فأصدرت موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في ستة مجلدات، وكتاب فهد بن عبدالعزيز وزيراً للمعارف، وكتاب مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية في مئة عام وثائق وصور، كما أقامت الوزارة معرض تاريخ التعليم المتنقل في مناطق المملكة المختلفة، مضيفاً أن الوزارة تتوج جهودها وسياستها الرامية إلى رصد وتدوين التراث التعليمي بإنشاء متحف تاريخ التعليم في الرياض لحفظ وإبراز ما تملكه المملكة من إرث تعليمي متنوع المحتوى والمضمون. وأضاف الجبير أن المملكة تعتني بالمحافظة على تراثها العريق وإيجاد جيل يحافظ على ممتلكاته الثقافية، والمتحف من أهم الوسائل لتعريف الطلاب بتراثهم الثقافي وربطهم بجذورهم التاريخية ومعطيات الوطن، وتعد الوثائق التعليمية المنشورة شاهداً على فكر المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أيقن منذ البدايات أن التعليم ركيزة أساسية في التنمية، فعمل على إنشاء المؤسسات التعليمية التي تقوم على رعاية التعليم في كل ناحية من نواحي البلاد، وهو ما عايشته المملكة عبر تاريخها الممتد وحتى عصرنا الحاضر الذي تشهد فيه المملكة نهضة تعليمية وتقنية وتنموية شاملة في كافة المجالات في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين. وبين الجبير أن المتحف يزخر بمحتوى متنوع بذلت الجهود في جمعه وتصنيفه، ويعنى المتحف بحفظه وترميمه وصيانته وتوثيقه وتسجيله، وأرشفته يدوياً وإلكترونياً وعرضه للزائرين والاعتناء بوسائل سلامته وحمايته، وجمع المزيد منه، حيث تم جمع الوثائق والصور التعليمية والسجلات والشهادات والكتب والمقررات الدراسية وأدوات التعليم المختلفة من ألواح ومحابر أقلام وأدوات إضاءة واختام متنوعة وأدوات نشاط رياضي وكشفي، وذلك للاستفادة منها في إثراء العرض المتحفي، كما أن المتحف يهدف إلى تعريف فئات المجتمع وخصوصاً الطلاب والطالبات بتاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، وجمع وحفظ الوثائق والمقتنيات التعليمية ورفع مستوى الوعي التوثيقي، وتجهيز المحتوى المتحفي والخدمات المساندة له من توثيق وتسجيل وأرشفة وعرض وترميم وصيانة، كذلك النشر العلمي لنشاطات المتحف ومعروضاته المختلفة، وتحقيق دور المتحف كمرفق من مرافق السياحة الثقافية، وأيضاً جذب جميع الفئات العمرية لعروض المتحف وكذلك جميع الشرائح الاجتماعية بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال البرامج التعليمية المصممة، وغرس روح الانتماء لكيان الدولة الشاسع بمختلف أرجائها وربط الأجيال بالتاريخ الوطني للمملكة العربية السعودية من خلال العروض التعليمية المختلفة.