اندلعت مواجهات عنيفة أمس في منطقة رداع بمحافظة البيضاء بعد يوم من مقتل الشيخ طارق الذهب على يد أخيه حزام ثم مقتل الأخير وشقيق ثالث لهما. وذكرت مصادر محلية أن أصوات رشاشات خفيفة ومتوسطة سمعت فجر أمس وسط انتشار واسع للمسلحين الذين توافدوا إلى المنطقة في أعقاب مقتل الذهب. كما اعتقلت قوات الأمن عدداً من العناصر التي يشتبه في انتمائها لتنظيم القاعدة. وازدادت المخاوف مع اقتراب توجُّه المواطنين إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء المقبل لانتخاب رئيسٍ جديد من وقوع أعمال عنف جديدة، خاصة بعد أن شهدت مدينة المكلا بمحافظة حضرموت اشتباكات بين أنصار الحراك الرافضين للانتخابات وشباب الثورة المؤيدين لها، حيث جرح نحو 70 شخصاً في صفوف الطرفين. وكان العشرات من عناصر الحراك الجنوبي قد هاجموا الشباب المعتصمين في ساحة التغيير وأضرموا النار في كثير من مخيماتهم الممتدة على الكورنيش بعد مشاركتهم في فعالية مناهضة للانتخابات، كما رشقوا المعتصمين بالحجارة وقنابل المولوتوف، قبل أن تتدخل قوات الأمن. إلى ذلك دعا خطباء المساجد في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى المواطنين كافة للمشاركة الفاعلة في الانتخابات، والحرص على الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الرئاسي المبكر وانتخاب مرشح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد. وأمام المخاوف الأمنية من وقوع أعمال عنف كبيرة يوم الاقتراع، انتشرت وحدات من الجيش في كثير من المحافظات الجنوبية بعد دعوة نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض قوى الحراك الجنوبي لتصعيد تحركاتها؛ فيما عقد وفد الاتحاد الأوروبي لقاءات مع قادة محليين في حضرموت ضمن المساعي الهادفة لتأييد الانتخابات. وشوهدت عربات عسكرية وآليات ثقيلة تجوب بعض الشوارع والأحياء وتتمركز في مداخل عدن وشوارعها وبالقرب من مقار اللجان الانتخابية. كما شوهدت آليات عسكرية في مدن الضالع ولحج وشبوة التي شهدت أمس تظاهرات وفعاليات مناهضة شهدت رفع علم دولة الجنوب السابقة، إضافة إلى لافتات تدعو إلى منع اللجان من ممارسة مهامها، ونتيجة لذلك سحب عشرات المواطنين أسماءهم من قوائم اللجان الانتخابية خوفاً من تعرضهم لأعمال انتقامية. إلى ذلك ساد غموض موقف الرئيس صالح من العودة إلى البلاد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، بعد أن أكدت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي أنه سيعود اليوم ليدلي بصوته لمصلحة نائبه. من جهة أخرى قال المكتب الخاص بالناشطة اليمنية توكل كرمان إنها تلقت تهديداً بالقتل من جماعات إسلامية للمرة الثانية خلال أسبوع بعد اتهامها بالتجديف. وقال المكتب في بيان إن كرمان تلقت التهديد عبر رسالة نصية قصيرة أرسلت على هاتفها الخلوي. وجاء في نص الرسالة "أنصار الشريعة ينتظرون توبتها العلنية قبل أن تحكم محكمتهم الشرعية بقتلها ردة لإنكارها التشريع الإسلامي. والله والله لو هربت عند أوباما لتبعناك والأيام بيننا". وحذر البيان نظام الرئيس صالح من أي تهديد يمس حياة الناشطة أو يهدد سلامتها.