في بدايات ظهور علم النفس ونظرياته لم يحظ عالميا هذا العلم في بداياته بالاهتمام وإنما كان مهملا ولم يلتفت إليه العالم إلا بعد الحرب العالمية الأولى. وتفسير ذلك عندما ظهرت الحاجة الملحة للالتفات له إذ اكتشف النازيون الألمان أن الحرب لم تعد مجرد قتال بين فريقين في ساحة معينه وإنما امتدت إلى التأثير على الأمة جميعا وعليه تحتاج الأمه إلى دعم لمعنوياتها لتستطيع الاستمرار والوقوف خلف مقاتليها من ناحية والصمود اتجاه تأثيرات العدو من ناحية أخرى وأيضا بسبب ماخلفته تلك الحروب من أمراض نفسيه لدى مقاتليها هنا ظهرت الحاجة إلى الرجوع إلى علم النفس لحل تلك المشاكل النفسية التي خلفتها تلك الحروب وهنا تقريبا الوضع مشابه هل نحن بحاجه إلى تفشي مشاكل طلابنا وزيادة في معدل الانحرافات السلوكية لنلجأ إلى الاهتمام للدور الذي يقوم به المرشد النفسي في مدارسنا؟ لا يخفى على كثير من المتخصصين والمرشدين لدينا أن هذا الدور في مدارسنا يعاني من اضطراب حقيقي ويرجع ذلك إلى عدم الوعي بالحاجة إليه في مدارسنا. إن غرفه الإرشاد الطلابي في اغلب المدارس تعاني من قصور ونقص واضح في توفير أدوات القياس النفسي وتهيئه تلك الغرف بطريقه تمكن المرشد من ممارسة دوره في كثير من المدارس نتفاجأ إلى وجود غرفة الإرشاد بالقرب من الادارة وهذا مخالف تماما لنظريات علم النفس وقد يؤدي إلى ضعف العلاقة بين الطالب والمرشد . والمشكلة المريرة التي يواجهها الإرشاد المدرسي إلى انه أصبح الإرشاد مهربا للمعلمين من عناء التدريس إلى عمل مكتبي مختلف تمام الاختلاف عن عمل المعلم فأصبحت للأسف مهنة الإرشاد في مدارسنا مهنة من لامهنة له وغيب عن الكثير أن هذه المهنة تتطلب إلى أشخاص مؤهلين ومتخصصين في مجال الإرشاد. إن دور المرشد الطلابي في المدرسة كبير ويعتبر دوره الحجر الأساس لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي والمهني والتربوي للطالب من خلال إرشاده وتوجيهه عن طريق نظريات وفنيات علم النفس لكي يساعد المعلم في اخرج عضو صالح وفعال في المجتمع وحماية أبنائنا من الانحرافات السلوكية والمساعدة في تكوين شخصية مستقرة خالية من الاضطرابات النفسية واكرر سؤالي الذي يقلقني هل نحن بحاجة إلى تفشي مشاكل طلابنا للالتفات إلى دور المرشد الطلابي وتفعيله. * ماجستير علم نفس إرشادي جامعة الإمام محمد بن سعود