وصف أكاديمي، البيئةَ في بعض المدارس السعودية ب «الطاردة». وقال إن «الكثير من الطلاب والمعلمين لا يجدون الأمن والاستقرار النفسي». ودعا رئيس قسم التربية وعلم النفس في كلية التربية في جامعة الدمام عبد العزيز المطوع، العاملين في الميدان التربوي، إلى «الابتعاد عن المجاملات، واستخدام منطق (الأمور تمام، وكل شيء زين)». وأكد أنه «ليس من المعيب أن يعترف الإنسان بأن هناك مشكلة إذا لم يستطع حلها، ويحتاج إلى مشاركة الآخرين في علاجها». واستشهد المطوع، بغياب الأمن والاستقرار النفسي في بعض المدارس، ب «ظاهرة التأخر الصباحي، والهروب من المدرسة والغياب. كما يمكن أن يلاحظ ذلك من خلال تسابق الطلاب والمعلمين إلى الخروج من المدرسة ما إن يقرع جرس نهاية اليوم الدراسي»، مضيفاً أن «مدارسنا أصبحت طاردة، وليست جاذبة». وشارك المطوع، صباح أمس، في برنامج «طفلي آمن»، الذي يقام بالشراكة بين التوجيه والإرشاد ووحدة الخدمات الإرشادية في إدارة التربية والتعليم في الأحساء، ولجنة التنمية الاجتماعية في المبرز. وقدم محاضرة بعنوان «الاضطرابات النفسية والسلوكية لدى طلاب المدارس»، في مدرسة قرطبة الابتدائية، بمشاركة أكثر من 150 مرشداً طلابياً في المرحلة الابتدائية. ورفض المطوع، إلقاء اللوم على جهة معينة في المدرسة، مثل المدير، أو الوكيل، أو المرشد الطلابي، أو الطلاب، أو المعلمين، أو رائد النشاط، في جعل المدارس طاردة. ولكنه دعاً جميع هؤلاء إلى «العمل على أن تكون مدارسنا جاذبة». فيما دعا أولياء الأمور والمعلمين والمرشدين الطلابيين، إلى «العمل على تعديل السلوك الذي يقع من الشخص، سواءً كان طالبا أو ابناً. وليس الذات، فالكثير منا يخطئ في التعامل مع الطلاب الذين تصدر منهم أخطاء، فيتعامل مع ذواتهم وشخصياتهم. وهذا خطأ، فالأصل والصحيح أن أتعامل مع السلوك الذي وقع من هذا أو ذاك، وأحاول تعديله»، مستشهداً في هذا الصدد بنبي الله لوط «عندما أنكر السلوك الشاذ الذي وقع فيه قومه، وليس ذاتهم». واستعرض النظرية الثلاثية البشرية، «الأفكار، والمشاعر، والسلوك». كما استعرض مؤشرات اضطرابات السلوك لدى الطلاب في المدارس، ومنها البسيط المتمثل في «العودة أو الحضور إلى البيت والمنزل متأخراً، والكذب، والشرود والهروب». والمتوسط ويكمن في «تخريب المرافق والممتلكات العامة، والسرقة من دون مواجهة. أما المؤشر الشديد فيتمثل في «استخدام الأسلحة، والإكراه على ممارسة الجنس، والقسوة في التعامل». وعرض بعض الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية. وشارك جميع المرشدين والاختصاصيين الاجتماعيين في مناقشتها، وحلها. كما استعرض استشاري الطب النفسي في مستشفى الصحة النفسية في الأحساء الدكتور عقيل الشخص، الاضطرابات الوجدانية لدى طلاب المدارس، ومنها الفصام، والتبول اللا إرادي. فيما تحدث عدد من المختصين، ومنهم مشرف الوحدة الإرشادية المستشار في مركز التنمية الأسرية عبد الحميد الربيعة، وعضو الفريق الإرشادي في الوحدة الإرشادية المستشار في مركز التنمية الأسرية فوزي الجمعان، عن اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه، وذلك في ورشة عمل، خرج منها المشاركون بعدد من التوصيات، حول كيفية التعامل مع حالات اضطرابات المسلك، التي تمثل 33 في المئة من سلوكيات طلاب المدارس.