نعم هو كذلك ليت لي قلبا يطير؟ أتدرون إلى أين يريدُ المسير وإلى أين يطير؟ آه ياقلبي الباكي إلى أين تطير؟ تمنيتُ ذلك وعيناي تفيضُ بدمع غزير همى على وجنتيّ، وتحدّرَ بحُرقة أذابت كبدي! تمنيتُ، أن أطير وقلبي الباكي الحزين إلى مركز التأهيل الشامل بإحدى المناطق؟ كيما أضرب على يد ذلك العامل بالمركزِ هناك!! كيما أوقفهُ عند حدهِ وأزجُ بهِ في غياهب سجن من الألمِ مرير!! كيما أوقف تعذيبهُ لمعاق بريء لاحول ولا قوة له! كيما أوقف سخريتهُ وتعنيفهُ، لذلك المعاق البائس الحزين! رباهُ لو رأيتم مارأيتهُ أنا عبر مقطع يوتيوبٍ صُوَرَهُ ِخلسًة، من يعمل في ذلك المركز الكئيب! لو رأيتم مارأيتهُ من ضربٍ وإذلالٍ وتعذيب لذلك الطاهر البريء آه لو رأيتم ما رأيت لغرِقتُم مثلي في بحارٍ من الدمع الغزير! قسما برب السموات السبع، والأرضين، انفطر قلبي، وأنشَبَ الحزنُ فيهِ مخالبه؟ تخيلوا ياكرام يامن تحملون في قلوبكم معنى الإنسان، مُعاقٌ إعاقتهُ ذهنية مشلولُ الأطرافِ طريحُ فراشٍ باردٍ لا دفء فيهِ، ويقفُ على رأسهِ عاملٌ قاسي القلب معدوم الضمير، من جنسية آسيوية، ومعهُ اثنان آخران من زمرته، أحدهما مسئولٌ عن عربة الطعام والثالث يتفرج على آلامِ وذلِ، وجراحاتِ ذلك المعاق المسكين ويضحك؟ أما الجلاد ميتُ القلب والمشاعر فهو من يتولى إطعامهُ وإذلالهُ بلقمتهِ؟ تأملوا مليا المنظر معي: يُضرب ذلك المعاق على رأسهِ، فيبكي ألماً، ومن ثم يشُدهُ ذلك العامل من رقبته للخلف بعنفٌ وبلا رحمةٍ ولا إنسانية، ويضع المعلقة بطريقة مؤلمة في حلقهِ!! يصرخ مجددا ألما ويبكي، ويقوم ذلك العامل بالسخرية وتقليد بكائه! وبعد ذلك يرفعُهُ بعنف في الهواءِ ويخفضهُ بشدة إلى السرير ليسقيهِ ماءً ممزوجا بذُل! ويكرر تقليد بكاء المعاق بسخرية أُخرى، وشدهُ وضربهُ؟ أواهٍ ياقلب!! لو رأيتم مارأيتهُ لخانتكم مثلي العباراتُ ولتاهت منكم الكلمات ولذُبتُم مثلي بكاءٌ وألما! تمنيتُ ساعتها لو أن لقلبي جناحين لأطير لذلك المركز الذي غفلت، فيهِ عينُ الرقيبِ ، وبات معدومو الضميرِ من العمالة يتلذذون بتعذيبِ معاقين لاحول لهم ولا قوة،أودعُهم أهلوهُم لذلك المركز لينالوا الرعاية القصوى والعناية وما دروا أنهم وقعوا بين براثن من لايخافون الله رب العالمين؟ أتساءلُ بحرقة ٍ وألمٍ يعتصرُ كبدي الحرّى ويُحرقها :من المسئولُ عما حصل ويحصلُ في مركز التأهيلِ الشامل ذاك لطائفةٍ من أحبابنا المعاقين هناك؟ أتساءلُ أين الرقابةُ على العمالة الأجنبية هناك والتي تشرفُ على تغذيتهم، وتنظيفهم ؟ أتساءلُ كيف يأمنونَ، على المعاقين، منهم، ويتركونهم لوحدهم فرائس لهم؟ أتساءلُ كيف لم يفكروا أنهم قد يستغلون ضعف الأطفال المعاقين حركيا، وعقليا فيتعرضون على أيديهم لصنوفٍ من الأسى الدامي المرير؟ وماذلك المقطع الذي رأيتهُ إلا بعض من مآسٍ أخرى الله بها عليم؟ من لأولئك المعاقين في مراكز التأهيل الشامل وغيرها في ظل التراخي والإهمال وانعدام الرقابة؟ حتى كاميرات المراقبة السرية والتي من المفروض أن توضع في كل جنبات تلك المراكز استخسروها على أولئك الأحباب وكأن حياتهم باتت رخيصة ولا قيمة لها؟ رسالتي هذه، عبر جريدة الإنسانية الأولى الرياض، أوجهها مليئة بالدمع السخين، ممزوجة بالألم الدامي المرير إلى من يهمهُ أمرُ أولئك المعاقين بلا استثناء؟ رسالتي تقول: هل يُرضيكم ماحصل لذلك الإنسان المعاق من التعذيبِ والألم والذل، الذي سببهُ ذلك العامل، والذي ضمن السلامة من العقوبة، وكم من طفل ذاق على يديه ذلك العذاب ؟؟ انتظر الإجابة يا من تقرؤون رسالتي هذا إن قرأتموها؟