الله على شربة غديرٍ نظيفه من قلتةٍ ما كدره دلو مياح صافي على صافي صفاةٍ رصيفه من مزنةٍ غرا بها البرق لماح وطا مطرها للحزوم المنيفه وقلب وطا وادٍ به الشيح طفاح وضرب على القلته وخدٍ امريفه مع راس مصفاحٍ به السيل سفاح جته المراكب والموارد شفيفه في الصيف في عجات عاصوف الارياح في ظل جيلانٍ اخشومٍ هديفه مستأنسينٍ والركايب ابمسراح والضو شبت ما أشعلوها ابليفه الا هشيمٍ من شجر شعبةٍ طاح ثم قربوا صفرٍ ادلالٍ زريفه نقالهن ماهوب عنهن ابشحاح اللي عباهن بالسنين الكليفه يجعل بهن هيلٍ على البن فواح لا فاح ريحه ما عرفنا وصيفه المسك يقرب له بعجات الارياح يزها لبيضٍ متعباتٍ نظيفه والنجر من بين المعاميل صياح ثم قربوا زاد النفوس العفيفه قرصٍ على سكر سقي سمن مصلاح والكيف طاب وجا احلول النكيفه والفي زال وصوت الذرب مرواح ثم قربوا هجنٍ زهن السفيفه ركبوهن اللي لبسهن جوخ واسلاح ارب يسلى القلب عن حب أليفه يارب من عقب الشقا ذاك يرتاح جا من افراقه لي امورٍ عنيفه من لامني بفراق الاحباب ينصاح وإخلاف ذا برقٍ شغفني رفيفه خلته وأنا شرقٍ وهو قبلةٍ طاح عساه يسقي للحفر والرديفه ويسقي لنا الصمان والصلب ورماح يسقي الديار اللي اينزح حفيفه دارٍ بها ربعٍ يروون الارماح ويسقي من العليا لخشم المنيفه ويركد من القلته إلى رجم الاوضاح ويسقي غروسٍ فتق الحمل ليفه يجعل نماها للنشاما ابمصياح دارٍ بها ربع اتكرم لضيفه ربعٍ على طرق المروات نطاح وصلوا عدد أمنٍ حدث عقب خيفه على نبيٍ ثبت الدين بسلاح قوم حدود الدين في حد سيفه وانجالت الظلمه ونور الهدى لاح الشاعر: هو عبدالله بن أحمد بن محمد السديري ذكر المخطوط في مقدمة النص"مما قال عبدالله بن أحمد السديري"ويقول ابن بشر في عهد الإمام فيصل بن تركي "كان أحمد وبنوه من أحسن الناس سيره وأصفاهم سريرة وألينهم طبيعة ولهم في الولايات فنون رفيعة وسيعة ولذلك استعمله الإمام أحمد أميراً في عمان.. وابنه تركي أميراً في الأحساء ونواحيه، وابنه محمد أميراً في سدير وبلدانه، وعبدالمحسن ابنه أيضا أميراً في بلدهم الغاط، فلو نظرت إلى أصغرهم لقلت هذا بالأدب قد أحاط، وإن نظرت إلى الأكبر لرأيت فوق ما يذكر، لم يكن في عصرهم مثلهم للمطيع الصاحب، ولا أشد منهم على العدو المحارب.. "وقد وجدت لشاعرنا عبد الله عدداً من القصائد تدل على أنه كان ضمن جيش الدولة السعودية الثانية مع والده ثم مع أخيه تركي في البريمي وبعد ذلك كان مع الإمام سعود بن فيصل عام 1288ه حيث يذكر عسكر الترك والذين أقبلوا من البصرة واستولوا على الحسا والقطيف بدلالة أحد النصوص والذي نختار منه الأبيات التالية: جابوا لنا العسكر مع الشط بالميل يا خبل عقلٍ للعساكر ايصافي شربو لهم شربة لذيذ الفناجيل كاسٍ شرب له شاربه برتشافي ياويل من لا خاف ربه من الويل دعوة ضعيفٍ عابدٍ له يخافي يا ويلكم يا ساكنين الحسا ويل من مزنةٍ غرا ابروقه اتشافي ربابها قب المهار المشاويل وابروقها احدود السيوف الرهافي يسوقها خلاقها والي الجيل تنشي من القبله بضف السنافي إيمامنا اللي للعدى طير ابابيل الله له عن سو الأيام كافي مودع اسمان الهجن تلفي مهازيل خفافهن من كثر الاوما حوافي قيدوم بالهيجا ملوكٍ سراديل له ساعدوا بأمر الهدى والتصافي يمشون له في زود عزٍ بتهليل زوالة المنكر بيوم ارتجافي دراسة النص: هناك بعض النصوص النادرة والتي لها دلالات متعددة وللأسف أهملها جماع الشعر ومدونيه ولذلك أركز على هذا الجانب ولاشك أن هذا النص الذي بين يدينا يعتبر أفضل من وصف جزء من حياة السرايا التي يبعثها أئمة الدولة السعودية الثانية لاستتباب الأمن في أنحاء الجزيرة العربية، وقد بدأ الشاعر قصيدته متمنياً أن يحظى بشربة من ماء المطر الذي تحتفظ به(القلته) وهي تكوين صخري على الأرض فيه ماء يمتاز بالنظافة حيث لم يصل إليه دلو ساقي وبالتالي يكون هذا الماء صافياً في (صفاة) وهي الحجر الملساء المستوية ويكون من ماء السحاب الأبيض الذي يضيء به البرق دلالة على أن المطر لم يخالطه غبار وقد أمطرت هذه السحابة البيضاء في المرتفعات المحيطة بها ثم أنساب سيلها إلى بطن الوادي الذي قلب أرضه من شدة الاندفاع فحمل معه نبات الشيح ذو الرائحة العطرية وعند مفيض الوادي في الأرض المستوية الكثيرة العشب فإنه يمر بملزم الماء الحجري ويصب فيه (وينطبق هذا الوصف على شلال القلته في محافظة الغاط) وقد وردوا هذا الماء في وقت الصيف مع شح الموارد وجلسوا في ظل الجبال مسرورين بعد أن أطلقوا ركائبهم في الأرض الخضراء تلتهم الأعشاب الربيعية في الصباح الباكر وأوقدوا ناراً لم يستخدموا الليف في إشعالها وإنما جمعوا شبوبها من بقايا أغصان الشجر اليابس وكيف أنهم وضعوا أواني القهوة (الدلال) ذات اللون الأصفر النحاسي وان صاحبها لم يكن بخيلاً فهو يوفر البن وحب الهال فيصنع لهم القهوة العربية التي تفوح منها رائحة زكية تقارب رائحة المسك وتقدم لهم في فناجين بيضاء نظيفة فيما يعلو صوت الهاون (النجر) والذي يسحق فيه البن وحب الهال وكيف أنهم يتناولون وجبة الإفطار وهي عبارة عن قرص البر الذي يوضع عليه السكر ويعفس بسمن الغنم التي جعلها صاحبها ترعى الربيع وبذلك يكون قد أكتمل انسهم وسرورهم وقد مكثوا على هذه الحال إلى زوال الظل وعندها ينادي أمير الركب بأنه قد حان المغادرة والرواح، وكيف أنهم يدنون ركائبهم التي تتزين بالسفائف وهي حبال ملونة في نهايتها أهداب توضع على الراحلة وتتدلى عن يمينها ويسارها ثم يمتطون رواحلهم وقد لبسوا الجوخ (وهو نوع من اللباس ولونه احمر يرتديه الفرسان) وعليهم الأسلحة، ويرجو أن يكون لقلبه سلواناً عن الحب وما يعانيه من فراق الحبيب ثم يذكر أنه شاهد رفيف البرق غرباً(قبله) بينما هو في الشرق ويتمنى ان يكون المطر على بعض الأماكن وهي الحفر (حفرالعتش) والرديفة والصمان والصلب ورماح والعليا وخشم المنيفة والقلته وخشم الاوضاح وان يسقي مزارع النخيل في بلده والتي يقدم تمرها للضيوف وأن أهل بلده الغاط يكرمون الضيف وهم أصحاب مروءة ويختتم النص بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الذي أقام الجهاد وبعث نوراً وهدى للعالمين. القلته في محافظة الغاط