رثى والده متأثراً بوفاته وهو بعيد عنه بداجي دجى الديجور هلت سواكبه على وجنتي والنوم للجفن حاربه من الوجد مرتابٍ إلى نجد مولع وبالصبر اعز القلب والشوق شاعبه سرا لي سنا برقٍ غشاني بنوره غطا ما وطا وأمطر غياهب سحايبه سقا ربع دارٍ في رباها أحبتي ربايب خدورٍ في ربا الدار لاعبه تلاعى طيوره فوق قوره وغردت حمايم خدوره في شوامخ شخانبه تنحت ظعاين حيهم يمت الحيا بحيٍ حمو حامي محاني معاذبه وبيضٍ خراعيبٍ من الحور خرد شذا ريح طيب جعودهن في مساحبه من كل غرا يخجل الشمس خدها غشى البدر نوره من سنا البدر سالبه إلى سار حار الساق من ضيم ردفها وهلت على ردفه غياهب ذوايبه دعى داعيٍ نبق للسما بعد ما بدا سنا الصبح ونجومه بالإشراق غايبه دعاني لتذكار الهوى بعد ما لوا اغصون الضمير ولمت الراس شايبه بالأطلال عجنا روس الانضا وشارفت على شاطيٍ زمت نوازي مراقبه دارٍ لسلمى في مغاني ربوعها ليالٍ بها هندٍ لميٍ امطانبه محاها صروف أحداث الأيام وأصبحت رسومٍ ويلعى بومها في خرايبه ولو بالرجا يرجا وبالود والمنا وفرط الأسى يطفى عن الجاش لاهبه قضى الصبر ضاع الفكر مني وملزت صروف الدهر من ضاع فكري رجاي به بثر عبرة منها ذوا الجسم والتوا على ما تشوف الحال والكبد ذايبه لفرقا شفيقٍ بي وثيقٍ تتابعت على مغرمٍ غارات الأيام دايبه امصابٍ عداه الصبر عن من يوده بطول النوى و سهوم الاقدار صايبه ومن عاش بالدنيا فلابد ما يرى من الغيض ما يبدي النواجد غرايبه وما الدهر الا بين يومٍ وليله وكم فرقت جمعٍ دواهي نوايبه إلى الله عن ظيم الليالي وجورها من أحداثها لذنا ونلجى بجانبه له الحمد والتمجيد والشكر والثنا على منته لا خاب عبدٍ ايراقبه كسانا بفضا إحسان جوده وعمنا بخيره وجزلات العطايا وهايبه دع ذا وعوجوا بالبرا روس ضمر إلى اللآل مع تسويمة الصبح ضاربه مراقيل قودٍ يعملاتٍ دوارب كما الربد بالزيزا مع الدو هاربه عوجوا براهن في سراهن وريضوا مقدار ما يفرغ من الطرس كاتبه بتسليم مشتاقٍ من الوجد مغرم بوصلٍ تتوق النفس لأعلا مراقبه لدا من بنى للمجد قصرٍ مشيد منيفٍ وكم يلجى مخيفٍ لجانبه رفيع الثنا مروي شبا ذارع القنا لمجدٍ بنا والجود شيد مراتبه عشيري ومن لا لي مع الناس غيره نديمٍ صفا لي ناهيات تجاربه له أبديت ما بالجاش وأخفيت ما طرا عن الواش لا يدري بمغلق لوالبه عسى بالعزا ياوي لنفسٍ عزيزه لجل فكرها دالوب الافكار دار به لجل حل ما بالقلب من زود ما مضى من جور وقت صايباتٍ مصاوبه تكدر هوانا من نوانا ولا صفا وكدر لذيذ الزاد مع طيب شاربه وأزكى صلاةٍ ما تغنت حمايم على احمد المبعوث للخلق قاطبه الشاعر: هو الأمير تركي بن أحمد السديري عينه الإمام فيصل بن تركي أميراً على البريمي خلفاً لوالده الأمير أحمد السديري الذي عينه الإمام فيصل بن تركي أميراً على الاحساء في عام 1273ه ولم أجد له سوى قصيدتين هذه أحداهما وكانت وفاته في عام 1285ه. مناسبة القصيدة: قال هذه القصيدة حزناً على والده الأمير أحمد السديري الذي مات في الاحساء عام 1277ه، وجاء في المخطوط تقديماً للنص «توفي أحمد السديري سنة 1277 قال ابنه تركي بن أحمد يرثاه «ويبدو من النص إن ما زاد تأثر الشاعر أنه كان بعيداً عن والده حين وفاته. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته واصفاً حالته النفسية وكيف انه يعاني الأرق شوقاً إلى الديار والأحبة، وقد بلغ منه الوله مبلغاً عظيماً بعد أن أضاء عليه البرق وأمطرت السماء متمنياً السقيا لتلك الروابي التي هي ملاعب الصبايا ويقطنها الحي ثم يصف كيف أنهم يقصدون الربيع ومعهم الجميلات ذوات البشرة البيضاء اللائي يضعن أطايب العطور في جدائلهن الطوال، وكيف أنه تذكر تلك الديار بعد أن مضت سني عمره بعيداً عنها ثم يحدد مكانه الذي وقفت عليه رواحلهم حيث يلتقي البحر بالجبال، بعد أن نفد منه الصبر وفقد القدرة على التفكير يعتصره الحزن على فراق من كان مشفقاً عليه ووثيق الصلة به (يعني والده) وكيف أنها تتابعت عليه مصائب الدنيا ثم هو من هذا البلاء لا يجد إلا الله عز وجل، يلجأ إليه ويحمده ويثني عليه، ثم ينتقل إلى مخاطبة رسله الذين يمتطون نجائب الإبل ويحملهم سلامه إلى من بنى للمجد قصراً شامخاً يلجأ إليه الخائف وله الصيت الذائع بالفروسية والكرم، وهو صديقه الذي اختصه بين الناس وقد أفضى له بسريرته عسى ان يجد في ذلك عزاء لنفسه عن ما أصابه.