رياح الهوى لا بدها من سكونها تصرف بتدبير أمرها من يكونها إلى عرف منها في ضحى اليوم منزل فباكر فما يدري من أيا ركونها إلى هب لك منها اولامٍ وذعذعت فاغنم واغنم واقض منها اشطونها تراك تشقا اليوم والصبح باكر تريّح ويشقى الغير تبّاع هونها وبذل الندى يهدي إلى الحمد والثنا وحرمان الأشياء كلها في مهونها وأطلب مع التقوى مرامٍ إلى العلا لو بين نابين الأفعى من سنونها ومن زاور العليا بليا مشقه ما شم طيب إرياح فايحٍ اردونها يلقاه شجعان ٍ تراها ضحى الوغا على التالي أرواح الغلا يرخصونها ربما ينجو من ايوالي حريبه ويعطب ذليلٍ ما يوالي كيونها فلا تكره الأخطار خوفٍ ترا النسا تموت ولو وهي آمنة في غدونها والأخطار ما تورد حياض المنية فتىً سالمٍ حتى تقضي إحتونها والأقدار ما عنها فرارٍ لأنها عليك امقدراتٍ بكافٍ ونونها ولا كل من تلقا صديقٍ تثق به والأسرار ماتبدا لمن لايصونها ولا تدني أضدادٍ تصافيك ربما عسى منك تستافي امتلا اديونها ولا تمتضي لعداك من غير مسلح سلاح الرجال إن سلت عنها إقرونها ولو كنت في أمنٍ للأيام فا العدى تراقب لغراتك اولامٍ يبونها ولا يقعد العيّال إلا شبا القنا وتخضيب دمٍ وصاخنٍ في إعطونها ومن هانت أيام المداخيل عنده كادت مخاريجه ليالي إضعونها ومن ضيّع أسباب الحسب والحزابه ولا حط عينه من وراها ودونها فهو مبصر من غير قلبٍ ورايه سقيم وصحه داخلٍ في جنونها فلا أيها المرسول من فوق ضامر نجيبٍ جميل الدل يزها إمتونها تبوج بعيد الشوف من خوف ظلها كما ساج موجاتٍ هواها إيعونها لكن خرجيها إلى منها أوحفت جناجي غرابٍ للوطا من إرعونها رعيبٍ بها عزمٍ وزورٍ يشلّها كم شلّ شمل الريح ناعم إغصونها عليها دليلٍ بكل تيها تنوفه ولو جن من جنح الليالي دجونها من ديرةٍ لأبنا خميس ابن عامر سقاها الحيا من نو ناشي إمزونها تقلل وعجها لي تحمل رسالة كاسٍ حواشيها غرايب فنونها سلامٍ من حشًا بالتوافيق مشفق نظيريةٍ مالاج الكرى في أجفونها سرها حساب أربع وفي يوم خامس لدى هجر تلفي لابةٍ في ضمونها ريفٍ إلى مالن الأيام وأمحلت عدود الكواكب في مواكب أمزونها تحلا بها من كل حليا قبيله ضيوفٍ لضافي فضلها يرتجونها بدارٍ إلى قل الندى وأمحل الحيا غذى نضيد أجنانها من أعيونها سلم وتسليمك عمومٍ وخص لي سناها ومقدمها وحامي حصونها صليب العزا عز المصافي وللعدى عديمٍ ومبدي ما خفا من كنونها ومن يأمن الجاني بعالي جنابه ويرعاه في رجعاه مخصب أدمونها ومن له إلى قل القرى وأكمل المرا عطايا أجزالٍ ماقفاها منونها حميد الأفعال أحمد سلالة محمد رفيع المناسب والحسب من أعرونها فنا الكوم تلقا في مواضع مضيفه موايدٍ بالقل تدنا صحونها صفاط مايملك بنانه من الندى للأعجاف واللي بالثنا يمتنونها مع ما بذل بالكف نفسٍ رفيعه عن الدون مايجعل رضاها اغبونها قبضها قضيب إحطام دنياً جمعها وسرورها بتلاف ما في أخزونها وأخلاف ذا يامن عطا الخيل والنضا والأبدان والقيلان وأغلى زبونها ترا الدهر له غارات غدرٍ ولو صفا سباياه تاطا بالحذا من إقيونها ليالية غمسٍ قل متى وضع حملها صباح وغيّب ما نشا في أبطونها وطنني وقل الشوف مني وعوقت سلوك المناجع في مواجع سجونها جليسٍ لجلاس العماهيج فرّع جلابيب لي منها نباها احزونها يزيدن بي من ما أعتبالي وحيلتي تمازيج عن طرق الهوى يبذلونها وألا فانا زهيدٍ بينهم والخريده جفتني كما جفوا العذارا اغدونها وخليت خيلٍ أهموم الأيام والنيا ادعت خيلي أمراج تاطا في ارسونها من الباري أرجي العون والمد والرجا جالي إمهمات المصايب وهونها ثم أرجي التعزات من كفك الذي هما الجود راحتها كم سفح جونها نريف بهذا يا السديري وتنتهي أحاديث جيلٍ بعدنا يذكرونها وأسلم وسامح نلت عزٍ ورفعة للي برسم أمدادها يكتبونها وصلو على خير البرايا محمد عدد ماحدا الحادي وغرد لحونها الشاعر: محمد ابن عشبان الدوسري من أهل جلاجل ولد في منتصف القرن الثاني عشر ومات وعمره قريب المائة في عام1269ه .وفقاً لوثيقة كتبها الراوي محمد بن يحيى(رحمه الله)ونشرها الزميل ناصر الحميضي جاء فيها"الشاعر المعروف محمد بن عشبان الدوسري من أهل جلاجل المتوفى سنة1269ه". مناسبة النص: قال الشاعر هذا النص بعد أن كبر في السن مادحاً ومستعطياً الأمير أحمد بن محمد السديري جد الملك عبد العزيز لأمه وقد كان أميراً عربياً شهماً ذكر ابن بشر في عام 1239ه وفادته على الإمام تركي بن عبد الله وهو وقت ذلك أمير الغاط ثم أن خالد بن سعود استعمله أميراً على سدير عام 1253ه يقول ابن بشر"كان أحمد رجلاً عاقلاً سمحاً جواداً محبوباً...فقدم أحمد سديراً فكان خالد يريد منهم نكالاً وأموالاً،فصارت إمارة أحمد دفعاً عن أموالهم ورجالهم ..فإذا سألوه أن يحط عنهم مما جعل عليهم من ذلك المال واشغلوه بذل جهده وجاهه في الحط عنهم فإذ لم يتفق فهذا يعطيه من ماله وهذا يدفعه بكلمة طيبه.."ثم يذكر ان خرشد باشا "استلحق أحمد السديري وهو الأمير في سدير فقدم إليه فأكرمه وكساه وبنى له خيمة وحده وكسا خدامه...ثم أن الباشا..أمر على أحمد بن محمد السديري يقصد الأحساء أميراً فيه وذلك لما أراد الله أن يسكن روعهم ويثبتهم في بلادهم"وفي عهد الإمام فيصل بن تركي عام 1260 ه عينه مرة أخرى على الاحساء ثم على البريمي عام1270 ه ثم عاد إلى الاحساء1273 ه وفيها مات رحمه الله سنة 1277 ه. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته بمقدمة طويلة مؤكداً على اغتنام الفرص المواتية التي ربما لا تتكرر وأن الكرم جالب لثناء الناس والبخل من الهوان وان من لم يتعب في إدراك المعالي لن يستلذ بها وأنه ربما يسلم من يخوض غمار الحرب بينما لا يسلم الذليل كذلك النساء يمتن في مواجهة الأخطار ليس فيها الموت على كل حال كما أن الإنسان لا مهرب له من قدره وان ليس كل صديق ثقة فتمنحه أسرارك كما ان الأعداء مهما اظهروا من الود والصفاء فهم يتحينون الفرص وان مواجهة الاعداء لا تتم بلا سلاح فالمعتدي لا يردعه إلا أسنة الرماح وإراقة الدماء وان من يتخلى عن عزوته وأهله فهو أعمى قلب وليس ذا عقل.ثم يوجه خطابه للنجاب الذي يمتطي ذلولاً أصيلة وسريعة الجري مشبهاً خرجيها بجناحي غراب وانه ينطلق من بلد الغاط وهي بلد خميس بن عامر: من ديرةٍ لأبنا خميس ابن عامر سقاها الحيا من نو ناشي إمزونها ثم يأمره أن يميل عليه في جلاجل ليحمله رسالة عبارة عن قصيدة وان عليه أن يسير مسافة أربع ليالي وفي اليوم الخامس سيصل هجر وهي البلد الغنية بخيراتها وتقصدها مختلف القبائل،وان يسلم على الجميع ويختص بسلامه نور هجر والمقدم فيها والشجاع الذي تخشاه الأعداء ويلوذ به الطريد وهو الجواد عند الجدب والكثير البذل بلا منة، المحمود الفعال أحمد ابن محمد رفيع النسب والحسب المتأصل والذي يذبح الإبل السمان ويقدمها على موائده في سنين الشح وذو النفس العزيزة الأبية التي تسر بالإنفاق حتى ينفق كل ما لديه ثم يوجه خطابه للممدوح الذي يبذل الخيل والإبل والملابس الغالية ليذكر له حالته وكبر سنه وضعف بصره وكيف أن أصبح جليساً للنساء وأنهن لا يحتجبن عنه بعد أن زهدن فيه راجيا العون من الله عز وجل ثم من ما تجود به يد الممدوح وأنه سيكون ربيعاً وخيراً على الشاعر وسيبقى ذكر ذلك جيلاً بعد جيل. وأقول لعل هذا المقال مصداقاً لقصيدة الشاعر رحمهم الله جميعاً . مخطوط قصيدة ابن عشبان