عاد مؤخرا الفرنسي فابيان نومان الذي ادين في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين الدين بن علي بتهمة تهريب مخدرات بعد اعترافه بذلك تحت التعذيب، الى بلاده بعد ان امضى ثلاث سنوات في سجنه التونسي. وهو يدين بذلك للثورة التونسية ولوالدته التي بذلت جهودا مضنية لاخراجه. وقال فابيان الثلاثيني الجالس الى جانب امه مارتين وشقيقته في منزلهم العائلي في رون آلب (وسط شرق) لفرانس برس "انا مدين للثورة" التونسية. واكد فابيان "اريد ان اشكر الرئيس المرزوقي وسفير فرنسا بوريس بويون لانهما اخرجاني من السجن" مضيفا "لقد ارتكبت خطا، هذا واضح، لكنني دفعت ثمنا باهظا". وفي تشرين الاول/اكتوبر 2008، اعتقل هذا الشباب الذي ليس له سوابق عدلية، قرب تونس وبحوزته كمية من الحشيش فيما اعتبره اول تجربة "تهريب" تحولت الى كابوس. ووقع فابيان على اعترافات في وثيقة باللغة العربية بدون مترجم مقرا بوقائع اخرى لم يرتكبها وادين بالسجن اربعين سنة وفي محكمة الاستئناف بعشر سنوات، قضى منها ثلاث سنوات في سجن المرناقية قرب تونس. وقال "تلقيت معاملة حسنة في السجن نظرا لجنسيتي" في حين تعود المعتقلون الاخرون على سوء المعاملة بشكل عادي. واقر بانه "كاد يجن" لا سيما انه "احيانا حرم من الزيارة شهرين، لكن امي كانت ترفع معنوياتي حيث انها طرقت عشرات الابواب لاخراجي من هناك". واكد فابيان المفرج عنه منذ بضعة ايام انه يريد طي الصفحة سريعا ويبحث عن عمل "ربما في جمعية لمساعدة المساجين". واضاف "كنت سعيدا للافراج عني لكنني حزين لانني تركت ورائي اناسا لا يتمتعون بنفس الحظ لانني فرنسي" متحدثا عن "نحو خمسين سجينا يحملون الجنسيتين الفرنسية والتونسية ما زالوا وراء القضبان". ورفعت محاميته راضية النصراوي دعوى نهاية 2001 ضد من عذبوه. وقال فابيان "اتمنى ان يقضوا حكما طويلا في السجن لكنني اخشى انهم حتى لو اعتقلوا لن يبقوا طويلا في السجن، وان تستمر هذه الممارسات، ان الشرطيين لم يتغيروا بعد الاطاحة بابن علي".