هذه حكاية امرأة مجددة،أي تحب التغير كثيرا. عالمها مليء ببصمات أفكارها البيتية وتغيرات اثاثه. وللأمانة ، هى ليست مسرفة تماما فتغير كل شيء كلما غمرتها فكرة جديدة ، وإنما تبذل كل طاقة ممكنة كى تجدد هذا العالم الصغير من خلال تحريك قطع الأثاث في كل الاتجاهات كلما سنحت الفرصة أو لم تسنح! زوجها يشكو دوما انقطاع اتصاله بنعمة الاعتياد البيتي، وكثيرا ما يعود للمنزل في أوقات مختلفة بدواعي العمل، ليجد ان رأس السرير قد تغير مكانه فجأة ! " أدخل الغرفة تعباً ولا أعرف تفاصيل المكان أحيانا" يشكوها مرة بالشهر على الأقل ، وهو أمر من الممكن تفهمه إن لم يضف، بأن زوجته تحرك الدولاب أيضا وحدث ذلك مرة بينما كان هو يغط في نوم عميق. ولم يتفهم أحد من أسرتها تبريراتها بالطبع حينما حاولت الدفاع عن نفسها وعن هوايتها الإبداعية فتمركز الجميع وراء المنطق وحق زوجها بالراحة، والذي ما ان ينفض مجلس الصلح العائلي بسبب تلك الأزمة حتى يتناثر الضحك دون استدعاء ويغمرهم التساؤل. ورغم ان البيت الصغير يبدو أنيقا دوما في بساطته وعدم كثافة المفروشات فيه إلا ان لمسات الزوجة لا تتوقف لتغير الأشياء من مكانها بنقلات مثيرة للإعجاب. وتقول هي بأن الإحساس المنعش برؤية جديدة تستاهل التعب ، وعندما تزورها القريبات غالبا ما يبدين إعجابهن بالجديد من الأفكار الديكورية ويرددن " كيف لم نفكر مثلها"؟ ويحلل البعض هوس التغير بأنه قد يعود لقلة سفر العائلة وبالتالي تترجم المرأة حالة التعويض بتغير المناظر من خلال تغير أمكنة الأثاث في بيتها بشكل منتظم.....ذات مرة أزاحت جهاز الميكروويف والفرن الصغير من أماكنهما بالمطبخ لتضغ غلاية ماء جديدة ... وحين سئلت عن السبب قالت فى بساطة " كي يبدو فى الصدارة ويبهجني منظره حين أصحو مبكرة لإعداد قهوتي" ********* فى بيت عائلة قريبة قطة منزلية أليفة تلهو كأغلب القطط ولكنها ذات شخصية مستقلة في تفاعلها مع أصحاب البيت. يتودد لها الجميع ويحرصون على قضاء أوقاتهم معها ، في الفترة الأخيرة لاحظت ابنتهم الصغيرة وهي أكثرهم اقترابا منها بأنها كلما جلست لتقرأ سورة البقرة في حجرتها تأتي القطة وتضع يدها على كتف الابنة وتبقى ساكنة إلى أن تنتهي من القراءة وحينما تكرر الأمر عند قراءة الرقية الشرعية (على أن تكون القراءة بصوت مسموع)، أيضا تفعل نفس الشيء .حكت لي الفتاة الأمر بدهشة وطلبت منها أن تقرأ الرقية. بقيت خارج الغرفة قليلا ودخلت بهدوء لأرى بالفعل القطة تضع يدها على كتف الفتاة وكأنها تشاركها الإحساس، وسبحان الله ذات يوم حكت الأم كيف كانت تشعر بضيق عابر فقررت أن تجلس إلى الكمبيوتر قليلا فجأة جاءت القطة وقفزت إلى المكتب ووضعت يدها على ذراع الأم لفترة ليست بالقصيرة . وتقول الأم بأنها نسيت شعورها بالضيق بعدها بالفعل. الآن ندرك كم من الدراسات والتجارب التي أجراها العلماء تثبت صحة مزايا الاعتناء بالحيوانات الأليفة وأثر ذلك على الصحة النفسية .