رغم انتشار الكثير من البرامج الشبابية التي تنتج وتنفذ بمجهود شبابي كامل ويتم بثها عبر قنوات (يوتيوب) إلا أن أغلبها يميل للطابع الكوميدي لجذب الجمهور واستقطاب أكبر شريحة من المتابعين، وكما تطرقنا في صفحة الاسبوع الماضية إلى برنامج (الفئة الفالة) الذي يقدم حلقات نقدية ذات فائدة للمشاهد، نستعرض اليوم تجربة أخرى لا تقل نجاحاً عنها وهي تجربة الشاب (محمد العوهلي) من خلال برنامجه (جزيرة غطينيوس) والذي يقدم عبر قناته (shwaygheer) . يقول محمد في حديثه ل»الرياض» : « أعتقد بأن الحاجة لمثل هذه البرامج في ظل تراجع مستوى القراءة لدى الشباب أمر مهم، هناك شباب سعودي قدموا الكثير من البرامج الكوميدية عبر يوتيوب، فرأيت أنه من الجيد التكامل لتقديم مادة إعلامية سعودية تغطي كافة مجالات الحياة ونكون نحن مسؤولين عن طرح مايتناسب مع قيمنا وتقاليدنا عوضاً عن استيرداه من الخارج ثم التذمر بكونه لا يتناسب معنا أو أنه يحتوي تهريج وخلافه، وهذا مادفعني لتوفير البديل». يضيف العوهلي:»بدأت بدراسة الطريقة المناسبة فكانت فكرة كتابة مقال أو عمل ندوات أو دورات تدريبية مجانية، لكن نقاط الضعف في هذه الوسائل عدم الوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور،فتوجهت للتلفزيونات المحلية وغيرها وللأسف لم يسمعوا الفكرة من أساسها ولم أجد تجاوباً لرسائلي التي كنت أكتبها لهم، وعندما شاهدت أرقام المشاهدات في البرامج اليوتيوبية قلت (وجدتها) ..وقررت البدء». وحول إعداد الحلقات التي يبدو أنها تحتاج لوقت طويل كما تظهر في الحلقة أجاب العوهلي:»أنا من يقوم بإعداد كل الحلقات ليس تقليلاً من أفكار المحيط ولكن كي أضمن تسلسل الفكرة من أول الحلقة حتى آخرها، وتكاليف الانتاج فهو بلاشك مكلف لأني أنتج البرنامج مع شركة متخصصة (خرابيش) ومع طاقم عمل محترف واضطر للسفر من الخبر إلى استديوهات الشركة في الأردن وأعود في اليوم التالي، والشركة ساعدتني بتكفلها بنصف التكلفة دعماً لهذا المشروع القيمي وتماشياً مع رسالتها في دعم الشباب العربي على يوتيوب. ويختتم العوهلي حديثه:»أريد مجتمعي أن يكون أفضل مجتمع بالعالم ونستطيع ذلك لو اهتم كل منا بدائرة التأثير لديه، لا أريد أن ننشغل بعيوب المحيط وننسى اصلاح عيوبنا .. يكفي سوداوية وتشاؤماً ويكفي تحبيطاًَ لشباب هم في قمة الإبداع والكفاءة». يذكر أن عدد مشتركي القناة بلغ نحو ستة آلاف مشترك وبلغت القناة المركز (21) على مستوى التصفح من السعودية كأكثر القنوات اشتراكاً خلال شهر فبراير الحالي.