مواقف الصدق هي انعطافات الحياة تميِّز الذين يحيطون بالإنسان قرباً وبعداً.. بين أولئك الذين يتسق سلوكهم ويمزجون القول بالفعل، والآخرين الذين يلوذون بأقوالهم الباهتة ما إن تضعهم تقلُِبات الظروف على المحك، واختبارات الحياة في واقع الأمر تجلو جوهر الإنسان الحقيقي إنَّها تضفي على أبعاده الإيجابية المزيد من الجمال. لقد جبل هذا الرجل الإنسان الأمير الخلوق بحب الإنسان وعمل الخير وفيه يصدق المثل القائل (من شابه أباه فما ظلم).. ظلَّ وما زال يعمل بصمت بعيداً عن رهن أفعاله السامقة لأي تسويق أو ترويج دعائي يسلبها أهدافها ومعانيها العميقة. فلقد تميّز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بنبل المواقف وصدق الأفعال وحب الخير ومواقفه مع الجميع هي رمز للوفاء ونموذج يحتذى وسيبقى من أغلى الرجال.. وأنبل الرجال. ولأنّ المواقف الحقيقية التي لا مداراة فيها هي بوتقة الصهر لأصالة الإنسان وجودة معدنه، فإنّني لم استغرب نبل تصرف هذا الإنسان الكبير وهو يغدق عليّ طمأنينة وراحة أتاحت لقلبي بعضاً من التماسك وأرجعت إليه السكون الذي افتقدناه بعدما مرّ بابن أخي من ظروف صحية صعبة وقاسية بعد تعرضه لحادث سيارة. إنّ الأريحية التي أبداها قلبه الكبير دفعت بالذاكرة إلى استرجاع حزمة غنية من المبادرات التي أتاحها هذا الإنسان النبيل على الصعيد الشخصي، ولعلّ من أكثرها قرباً إلى النفس وتأثيراً في ذاتي تصديه المملوء بالنبل والشهامة، حينما تشرفت بالاتصال بسموه الكريم وأبلغته أن ابن أخي بحاجة إلى نقله إلى منطقة الرياض وعلاجه بأحد المستشفيات الكبيرة وفي نفس اللحظة أبدى استعداده التام وتجاوبه السريع، وما هي إلا ساعات حتى صدر توجيه مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع حفظه الله، بنقله بالإخلاء الطبي إلى مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وهذا الموقف ليس غريباً على الأمير محمد بن سلمان، فهو أحد خريجي مدرسة سلمان بن عبدالعزيز الإنسانية والاجتماعية والثقافية. لقد أزاح ذلك الموقف حيرتنا وأوجاعنا وأبدلنا بمعنويات مستجيبة لجمال الحياة وإشراقاتها، الأمر الذي ساعد كثيراً على إبدال مصابنا سريعاً من طارئه الصحي، لهذا لم يأخذ مني الاستغراب موضعاً لأن المطلع على وقفات الرجل النبيل محمد بن سلمان سيرى أنّ ما عبّر عنه من موقف اجتماعي شديد الخصوبة هو سلوك أكثر من عادي لمن يعرف تواضعه الرائع، وحبه عمل الخير، ودليل على ذلك إنشاؤه مؤسسة خيرية تحمل اسم سموه الكريم، حيث إنّه عوّدنا في كل المواقف على إعادة الاعتبار لكل المعايير الإنسانية في أنقى أشكالها وهي الصورة التي ألفتها دائماً في إنسانية سموه الكريم الأخلاقية والتربوية الرفيعة في حياة أسرة هي مثال لكل شرف رفيع. مبادرات الإحسان التي أتقن الأمير محمد بن سلمان أداءها هي جزء من مدرسة كبيرة في علم السلوك والأخلاق والقيم الرفيعة، مدرسة سلمان بن عبدالعزيز رائد الخير والبذل، وما يصنعه محمد بن سلمان هو من ضمن مكاسب هذه المدرسة الإنسانية الفذة. أبقاه الله وحفظه من كل شر. عبدالله بن صالح آل سالم- الرياض [email protected]