قالت وكالة الطاقة الدولية إن العقوبات المفروضة على إيران بدأت تؤثر سلبا على إمدادات النفط العالمية رغم أن الحظر الأوروبي لاستيراد الخام من الجمهورية الإسلامية لن يبدأ قبل يوليو المقبل. وذكرت الوكالة أن العقوبات التي تهدف لكبح برنامج إيران النووي الذي تقول واشنطن وحلفاؤها إنه يهدف لإنتاج قنبلة ذرية قد تؤثر على إمدادات أخرى كثيرة من النفط الإيراني بخلاف 600 ألف برميل يوميا استوردها الاتحاد الأوروبي من إيران العام الماضي. واستشهدت الوكالة التي تقدم استشارات الطاقة للدول الصناعية الكبرى في العالم بتوقعات في قطاع النفط بأن إمدادات بديلة قد تحل محل ما يصل إلى مليون برميل يوميا من صادرات النفط الإيرانية التي تبلغ 2.6 مليون برميل يوميا حالما يبدأ تطبيق العقوبات. وذكرت وكالة الطاقة الدولية امس الجمعة في تقريرها الشهري عن سوق النفط أن إيران قد تضطر إلى تخزين النفط الذي لا تبيعه في ناقلات أو توقف الإنتاج في النصف الثاني من العام. وقالت الوكالة "العقوبات الدولية التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية الحالية لن يبدأ تطبيقها قبل أول يوليو لكنها بدأت تؤثر بالفعل على التدفقات التجارية النفطية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط". وذكرت الوكالة أنه بالرغم من أن الاتحاد الأوروبي لم يستورد سوى 600 ألف برميل يوميا تقريبا من إيران في العام الماضي إلا ان "العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية الشاملة على البنك المركزي الإيراني قد يتسع نطاقها إذا نجحت في سد القناة الرئيسية لمدفوعات النفط الإيراني". وأضافت "رغم أن القيود على العقود القائمة لن تفرض قبل خمسة أشهر إلا ان العملاء الأوروبيين خفضوا بالفعل وارداتهم من الخام الإيراني والمشترون الآسيويون يحاولون إيجاد مصادر بديلة للإمدادات". وأصبحت الصين -أكبر مشتر منفرد للخام الإيراني بمشتريات قدرها 550 ألف برميل يوميا أو نحو 20 بالمئة من الصادرات الإيرانية- تأخذ في الربع الأول من 2012 نحو نصف مشترياتها في 2011 فقط وإن كان هذا قد يرجع في الأساس إلى خلاف بشأن الأسعار في عقود الإمدادات. وقالت الوكالة "رغم أن الصين عارضت العقوبات بقوة إلا ان الموقف التفاوضي لشركات النفط الحكومية مع شركة النفط الوطنية الإيرانية ازداد قوة بفضل الإجراءات الدولية".