باريس، لندن - رويترز، أ ف ب - خفضت الوكالة الطاقة الدولية امس توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام للشهر السادس على التوالي، إلى مستوى 89.9 مليون برميل يومياً، وذلك بسبب الآفاق الاقتصادية الأكثر تشاؤماً، ولفتت إلى ان العقوبات الدولية على صادرات النفط الإيرانية بدأت تؤثر في التدفقات التجارية النفطية. واعتبرت في تقريرها الشهري ان السوق «يفترض ان تتمتع بمرونة كافية في العرض لعام 2012» من اجل «التكيف» مع خفض الصادرات الإيرانية الناتج عن العقوبات الدولية «اياً كان حجمها». وذكّرت بامكانية الاستعانة «بمخزون إستراتيجي» في حال توتر الأسواق. وأضافت: «على رغم هذه الضمانات، يحول بروز مخاوف حيال التمون دون تراجع أسعار النفط في الوقت الحالي» مع تراجع الطلب على النفط عما كان متوقعاً. ولفتت الوكالة الى ان «العقوبات الدولية الجديدة على صادرات النفط الإيراني لن يظهر تأثيرها قبل الأول من تموز (يوليو) لكن عدداً من الزبائن الأوروبيين سبق ان قلصوا استيرادهم من الخام الايراني، فيما بدأ المشترون الآسيويون البحث عن حلول اخرى». ووفق التقرير فإن «العقوبات الدولية التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية الحالية لن يبدأ تطبيقها قبل أول تموز (يوليو) لكنها بدأت تؤثر بالفعل في التدفقات التجارية النفطية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط». إمدادات أخرى وشددت الوكالة على أن العقوبات قد تؤثر في إمدادات أخرى كثيرة من النفط الإيراني، بخلاف 600 ألف برميل يومياً استوردها الاتحاد الأوروبي من إيران العام الماضي. واستشهدت الوكالة بأن إمدادات بديلة قد تحل محل ما يصل إلى مليون برميل يومياً من صادرات النفط الإيرانية حالما يبدأ تطبيق العقوبات. وجاء في التقرير: «على رغم أن القيود على العقود القائمة لن تفرض قبل خمسة أشهر، خفض الزبائن الأوروبيون بالفعل وارداتهم من الخام الإيراني ويحاول المشترون الآسيويون إيجاد مصادر بديلة للإمدادات». وأشارت الى إن انتاج جنوب السودان من النفط قد يظل غائباً عن السوق العالمية في المستقبل القريب، ووفق تقريرها «في غياب أي حل في المستقبل المنظور، خفضنا أيضاً تقديراتنا للانتاج بنحو 200 ألف برميل يومياً في الربع الأول من 2012 وبنحو 100 ألف لعام 2012، الأمر الذي يعكس إشكالية صادرات جنوب السودان». الاسعار وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام لقياس الاوروبي مزيج «برنت» منهية موجة ارتفاع استمرت ثمانية أيام أوصلته إلى أعلى مستوياته في ستة شهور، متأثراً بتقرير وكالة الطاقة الدولية، لكن التراجع كان محدوداً بارتفاع الطلب على النفط في الصين والتوترات المتعلقة بإيران. وهبط سعر «برنت» 1.18 دولار إلى 117.41 دولار للبرميل، مقارنة بإغلاق أول من امس على 118.59 دولار. ونزل سعر الخام الأميركي الخفيف 88 سنتاً إلى 98.96 دولار للبرميل. وأعلن مسؤولون من قطاع النفط الصيني ان شركة «سينوبك» وافقت على زيادة وارداتها من النفط الخام السعودي بموجب عقد لعام 2012 عن حجم واردات العام الماضي البالغ 800 الف برميل يومياً. ويشمل العقد 240 ألف برميل يومياً لمصفاة «سينوبك» في اقليم فوجيان. وشدد المصدر على أن «ارامكو السعودية» ستمد المصافي بكامل الكميات المتفق عليها في العقود في آذار. وأشار مصدر تجاري الى ان ايران خفضت اسعار البيع الرسمية لنفوطها الى زبائن آسيا للشحن في آذار (مارس) عن الشهر السابق. وشرح ان سعر البيع الرسمي لشحنات آذار من النفط الخام الايراني الخفيف الى آسيا خفض 45 سنتاً الى متوسط اسعار خامي «عمان» و «دبي»، مضافة اليه علاوة مقدارها 1.76 دولار. وخفضت ايران سعر نفطها الخام الثقيل لشحن آذار أيضاً 50 سنتاً الى متوسط أسعار خامي «دبي» و «عمان» مضافة اليه 24 سنتاً.