الحياة لا تصفو لاحد، ورحلة الانسان في الحياة متلازمة مع المتغيرات، وهذه سنة الله في خلقه وهي بمثابة اختبار لقوة صبره وتحمله، والصبر يعني الحديث عن لحظات مريرة يكابدها الإنسان ويعايشها بالصبر، وتجبره الظروف وتقلبات الحياة أن يعيش حالة الصبر، ومع أن للصبر مرارة وطول انتظار وما يصاحب ذلك من قلق وتوتر في انتظار الفرج، إلا أن فيه جوانب إيجابية منها: تعويد النفس على التحمل، وترويضها على معايشة أسوأ الظروف، وقد قيل الصبر مفتاح الفرج، يقول الشاعر الكبير بن لعبون أبياتاً جميلة في هذا المجال تجبر كلماتها الرائعة المستمع لها على الاستشهاد بها في مجال تحمل الصعاب والصبر يقول الشاعر: لا تستريب إن شفت ضيق المسالك كم فرج المولى لمثلك وشرواك أصبر ودولاب الدهر له تفاليك كم واحد مثلك توطاه ما طاك وفي جانب آخر من حالات الصبر التي يجد البعض فيها تلذذاً من نوع آخر من أجل انتظار شيء جميل ومريح للنفس نجد أن هناك العديد من الصور والملاحم التي تجسد حالة الصابر وطول انتظاره، والصبر من اجل نيل ثمرته يعد من سمات المؤمن القوي وهو دلالة على قوة التحمل يقول الشاعر: خذيت من صبر النخيل الوشاحي وأهدتني الأيام من مرها وشاح والصبر من شيمة الرجال الأشاوس وميزة يكاد البعض يفتقدها في وقت أصبحت فيه الأقدام تسابق الزمن من اجل اختصار المسافة حتى لو كلف الامر حياة ذلك المتسرع حياته وصحته، ولكن يبقى الصبر صاحب الرجال العقلاء اهل الأناة والحلم وهذه الصفات تظهر في المواقف الصعبة: نصبر على هذى وهذي ومثلها وأفراجها عند الكريم شمام ويتزامن الصبر في بعض الأحيان مع ظروف فوق قوة التحمل تصل في بعض الاحيان لفقدان الصواب او تحمل تبعات الصبر من متاعب نفسية وهدر للكرامة احيانا مقابل مبادئ اساسية لا يختلف عليها اثنان ولكن يأتي بعض الاحيان من يدفعك خارج دائرة الصبر: شفت الصحيح وواضح العدل منكوس وجض الفؤاد وفارق النوم للعين أضحك وأنا الصابر على جرعة الموس وعزى لمن يصبر ويغضى على الشين ولكل شيء نهاية ولكل شيء حدوده وعندما يتجاوز ذلك الحد فإن ذلك الموقع من الحدود سينقلب إلى مأساة وانفجار بركاني رهيب: أخاف من حبل الرجا يقطعونه وأشرب عذاب السم كدره وصافيه صبرت لين الصبر فاتت حتونه واليوم كظم الصبر ماني بقاويه عز الله إن الصبر غبن ومهونه وإن كان ممدوح العواقب لراعيه