يذكر الباحث والمؤرخ الأستاذ "إبراهيم بن حمد آل الشيخ" والأستاذ "منصور بن عبدالعزيز الرشيد" في كتاب "مسيرة تعليم البنات في المملكة العربية السعودية" الذي أشرف عليه "د. خالد بن عبدالله بن دهيش" أنه في يوم الخميس 20 من شهر ربيع الآخر من عام 1379ه صدر أمر ملكي إذاعته المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، ونشر في صحيفة أم القرى وجميع الصحف المحلية جاء فيه: "فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة العربية السعودية في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية من قرآن وعقائد وفقه وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع عقائدنا الدينية، كإدارة المنزل وتربية الأولاد وتأديبهم مما لا يخشى فيه في العاجل والآجل أي تأثير على معتقداتنا، وتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر في النشء في أخلاقهم وصحة عقيدتهم وتقاليدهم.. (إلى آخر النص الملكي). تلاه البيان الصادر من الديوان الملكي بفتح مدارس البنات في اليوم الخامس عشر من شهر المحرم عام 1380ه جاء فيه ما يلي: أصدر رئيس الديوان الملكي صاحب السمو الملكي محمد بن سعود بن عبدالعزيز البيان التالي: "سبق أن أمر جلالة الملك المعظم بفتح مدارس للبنات، وتخصيص المال اللازم لهذا الغرض في الموازنة العامة، وحرصاً من جلالته على ما يؤمّن تحقيق هذه الغاية، فقد أصدر جلالته التعليمات للجهات المختصة بوجوب الإسراع في تهيئة الترتيبات الكفيلة ببدء الدراسة في مدارس البنات وإنشاء دور للمعلمات بأسرع ما يمكن". كان تعليم البنات في تلك الفترة يعتمد على الكتاتيب، وكانت بعض النساء تتبرع بتعليم مجموعة من الفتيات بعد أن تخصص لهن غرفة في منزلها لتعليم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والحساب، وأحكام الدين، ومبادئ العلوم، واستمر هذا الوضع حتى صدر الأمر الملكي في شهر ربيع الآخر عام 1379ه بإنشاء الرئاسة العامة لمدارس البنات (الرئاسة العامة لتعليم البنات فيما بعد)، فكان عدد المدارس الأهلية عند إنشاء الرئاسة ما يقارب سبعين مدرسة وأربعمائة كتاب. وفي شهر صفر من عام 1380ه الموافق 1960م افتتحت الرئاسة خمسة عشر مدرسة ابتدائية، كما تم في العام نفسه افتتاح معهد معلمات متوسط التحقن به طالبات وخريجات المدارس الأهلية، كما بلغ إجمالي الطالبات بالمدارس الحكومية والأهلية (11753) طالبة يعلمهن (333) معلمة و(142) إدارية. «جيل التقنية» يرسم مستقبل أفضل للحضور المميز وتحمل المسؤولية وفي عام 1381ه تم إقرار أول منهج للمرحلة الابتدائية الذي عدل في عام 1387ه، وأقر أول منهج للمرحلة المتوسطة عام 1385ه، وفي العام الدراسي 1383ه طبقت الرئاسة مناهج البنين في أول مدرسة ثانوية للبنات مع إجراء بعض التعديلات. ومع بداية الخطة الخمسية الثالثة عام 1400/1401ه بدأ افتتاح مدارس تحفيظ القرآن الكريم بافتتاح أربع مدارس تحفيظ قرآن كريم ابتدائية عام 99/1400ه. وكان عام 1380ه قد شهد افتتح أول معهد معلمات متوسط ضم (21 طالبة من خريجات المدارس الأهلية في مكةالمكرمة، كما بدأت الرئاسة بإنشاء دور الحضانة عام 98/1399 ه، بعد أن أنشأت رياض الأطفال، حيث افتتحت (20) داراً للحضانة في ذلك العام. وفي العام الدراسي (92/1393ه) بدأ التعليم المهني يأخذ دوره بافتتاح مراكز التفصيل والخياط.، وقد أسندت مسؤولية التربية الخاصة لشئون تعليم البنات عام 1414ه بعد أن كانت من مهام وزارة المعارف. أما مدارس تعليم الكبيرات فقد صدرت الموافقة على افتتاحها عام 1392ه، وكانت أول ميزانية معتمدة لتعليم البنات تقدر بمليوني ريال ضمن ميزانية الدولة في العام المالي 1379/1380ه. وفي يوم الأحد الأول من شهر صفر من عام 1380ه، باشرت الرئاسة العامة لمدارس البنات (الرئاسة العامة لتعليم البنات فيما بعد) أعمالها في مدينة الرياض، في مقر يقع بجوار عمارة الباخرة بشارع الخزان، وكلف فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد - رحمه الله -؛ ليكون أول رئيس لها، وكانت الأستاذة لطيفة الخطيب أول مفتشة (مشرفة تربوية) سعودية تم تعيينها في الرئاسة في 20/4/1380ه بمدينة مكةالمكرمة، كما كانت الأستاذة فايزة بنت إبراهيم الدباغ أول مفتشة (مشرفة تربوية) سعودية جامعية تم تعيينها في الرئاسة في 1/7/1381ه، وفي المدارس الابتدائية عام 1381- 1382ه فازت الطالبة فوزية محمد هاشم عبدالمؤمن من المدرسة الأولى بالمدينة المنورة بالمركز الأول على المملكة، فيما كان المركز الأول في شهادة الكفأة من نصيب الطالبة فاطمة بنت محمد بن عبدالكريم الخريجي من معهد إعداد المعلمات عام 1383-1384ه.