تسلمت شاكراً من الدكتور علي بن صالح المغنم وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف سابقا كتابه التوثيقي الموسوم ب(وزارة المعارف في عهد الملك سعود رحمه الله في ضوء بعض الوثائق التعليمية) الصادر عام 1430ه / 2009م، وقد قدم للكتاب معالي وزير التربية والتعليم السابق الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وقد اشتمل الكتاب على ثمانية فصول هي: الفصل الأول: سياسة التعليم وبداياته الأولى في المملكة العربية السعودية. الفصل الثاني: شخصية الملك سعود والتعليم. الفصل الثالث: رؤية الملك سعود وأثرها على مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية. الفصل الرابع: وزارة المعارف المنهجية والاستراتيجية والتنظيم في عهد الملك سعود. الفصل الخامس: وزارة المعارف ومسؤوليات التعليم في المملكة في عهد الملك سعود 1373 1384ه. الفصل السادس: من حقائق النهضة التعليمية في عهد الملك سعود 1373 1384ه (أ). الفصل السابع: من حقائق النهضة التعليمية في عهد الملك سعود 1373 1384ه (ب). الفصل الثامن: الملك سعود والتعليم شيء من ذاكرة التاريخ. وكل فصل من هذه الفصول يتفرع منه مباحث، وقد زود بالكثير من الوثائق والصور النادرة، وقد أورد مقطعاً من كلمة جلالة الملك سعود في افتتاحه لمجلس الوزراء بعيد توليه الملك وذلك في الثاني من شهر رجب 1373ه وفيه قوله: « .. ليس أحب إلى نفسي من أن أرى أبناء أمتي وقد ارتشفوا من مناهل العلم، واستضاءوا بنوره، واتخذوا منه سلاحاً قوياً يذودون به عن حماهم، وجعلوه عدتهم إلى النهوض بالوطن والسير في ركب الحضارة ..»، وقال :« .. فقد ازدادت المدارس بأعداد كبيرة في شتى نواحي البلاد، ولقد جعلنا التعليم مجاناً في جميع مراحله، مما ليس له مثيل في بلد من بلاد العالم، ولم نكتف بأن يكون التعليم مجاناً، بل إننا ندفع للطلاب معونات مالية شهرية في بعض مراحل التعليم، ونبعث على حساب الدولة إلى الخارج أفواجاً متتالية من أبنائنا في جميع فنون العلم والمعرفة ..». ولن أسترسل أكثر في استعراض ما اشتمل عليه هذا الكتاب الوثائقي الشامل الذي بذل فيه المؤلف جهوداً متواصلة رصد فيه جميع المؤسسات التعليمية ومراحل التعليم من الروضة وحتى الجامعة بكل دقة واقتدار. ويحضرني بالمناسبة ما سبق أن أشار إليه علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر رحمه الله في ذكرياته عندما كان مديراً للتعليم في نجد، عندما تولى جلالة الملك سعود مسؤوليات والده المؤسس رحمه الله عندما كبر وأسندت أغلب مسؤولياته إلى ولي العهد. فقد قال لحمد الجاسر: اذهب وافتح في كل قرية مدرسة .. فذكر له صعوبة وجود مدرسين ومديرين للقيام بمهامهم، فقال له: اجعل إمام المسجد مديراً والمؤذن فراشاً .. وهكذا. وبالنسبة لبدايات تعليم البنات ففي الذاكرة الشيء الكثير ويهمني الإشارة إلى حرص وتشجيع جلالته على النهوض بهذا المرفق المهم، فما إن صدر (نطق ملكي كريم لفتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية) والمنشور في الصحف يوم الخميس 20 ربيع الثاني 1379ه الموافق 22 أكتوبر 1959م حتى أنشأت الرئاسة العامة لتعليم البنات وبدأ في فتح المدارس الابتدائية ولعلنا نشير إلى حرص الملك على حضور وافتتاح المعرض العام لنتاج طالبات إحدى المدارس، فقد أقيم احتفال في مدرسة البنات الثانية في الرياض بتاريخ 18/11/1380ه « .. وبعد أن ألقى الرئيس العام لتعليم البنات الشيخ عبد العزيز الرشيد كلمته بين يدي جلالته، نهض جلالته ليستعرض باكورة نتاج طالبات المدارس في فنون الخياطة والتفصيل والتطريز والنسيج وإدارة المنزل، وقد كان معرضاً رائعاً يبشر بخير مستقبل الفتاة السعودية، اشتركت فيه جميع مدارس المملكة، بعد ذلك تناول جلالته مائدة الحلوى والمأكولات الشهية التي قام بإعدادها وصنعها فتيات الغد طالبات مدارس الرياض، هكذا ورد في جريدة القصيم في عددها (73) وتاريخ 24 ذو القعدة 1380ه الموافق 9 مايو 1961م، ونجد الملك رحمه الله يسافر إلى البحرين لأول مرة بعد توليه الحكم وضمن حفلات التكريم التي أقيمت له نجده يقول في حفلة الوجيه حسن المديفع « .. قال صاحب الجلالة موجهاً حديثه لعظمة أخيه الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين رحمه الله : إن الروابط بين البحرين والمملكة قوية، ويجب أن نعمل على توثيقها، وقد كلمت عظمتكم من قبل بشأن مد جسر بين الخبر والبحرين، ولا أزال عند رأيي بضرورة إنشاء هذا الجسر، آمل أن تدرسوا هذا المشروع وستساهم المملكة بقسط كبير من مصاريفه، وأردف جلالته قائلا: إن الوعي القومي آخذ في الازدياد وإن الشعوب العربية متيقظة اليوم، وإن من واجبنا أن نفهم ذلك، فنحن رعاة وكل راع ومسؤول عن رعيته». هكذا ورد في مجلة (صوت البحرين) في العدد السابع من السنة الرابعة صفحة 64 لشهر رمضان 1373ه. ولعلي أختم هذه الإشارة بما سبق أن سمعته من الأستاذ الدكتور عزت خطاب عندما كان معيداً في جامعة الملك سعود في الرياض عام 1377 1378ه إذ كان الملك يحرص على حضور المحاضرات التي يلقيها مدير الجامعة عبد الوهاب عزام أو عميد كلية الآداب مصطفى السقا فيقول: إن إدارة الجامعة تتصل بالديوان الملكي لتخبر الملك بموعد المحاضرات التي سيلقيها هذان الأستاذان، وكان يهم الملك سعود أن يستمع لما يلقى من محاضرات تاريخية أو أدبية، ويذكر أنه يفرش له سجادة ويوضع عليها كراسي في صدر المدرج في الصالة التي يلقي فيها المحاضر محاضرته على الطلاب، فيأتي الملك بموكبه الرسمي فيعزف له السلام الملكي ثم يأتي المذيع المرافق وقتها بكر يونس ليقدم المحاضرة قائلا: بعد تلاوة القرآن الكريم إليكم الطالب المعيد عزت خطاب ليقدم لكم المحاضر، فكان هذا التقديم يغضب الدكتور عزت لكونه أستاذاً وليس طالباً. هذه إشارات عابرة عنت لي وأنا أتصفح كتاب الدكتور علي المغنم (وزارة المعارف في عهد الملك سعود) وهذا من باب الوفاء والتقدير ومن المحاسن التي يجب أن تذكر فتشكر. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة