إن أمرهم لعجيب، يسجنون قاتل قطة الجيران بأمريكا ويتوعدون بفرض عقوبات قاسية على المتسابقين المبالغين في ضرب الخيول في بريطانيا أثناء السباقات، ذكرت ذلك جريدة «الرياض» بتاريخ 30/10/1432ه وإن أمرنا لا عجب من ذلك حينما نرى أن إرهاب الإبل المسيبة لعابري الطرق وتسببها بإزهاق أرواح بريئة دون حسيب ولا رقيب وربما لا يفوت يوم واحد دون أن نسمع عن حادث وفيات بسبب الإبل المسيبة وآخر ما قرأته خبرين نشرتهما صحفنا المحلية أحدهما بتاريخ 16 محرم 1433ه يقول بأن جملاً مسيباً على طريق الأسياح ينقل خمسيني إلى المستشفى في حالة حرجة والآخر بتاريخ 11 محرم 1433ه عن حادث أليم ألم بمواطن أودى بحياة اثنين من أبنائه وثلاثة من أحفاده وابن عمه وإصابة اثنين آخرين من أحفاده حينما ارتطمت عربتهم بمجموعة من الإبل المسيبة (وليست السائبة) وقد سبق أن كتبت وكتب غيري في مختلف الصحف عن هذا الموضوع لما نحسه من ألم الفاجعة التي تنتاب أسر أولئك الشهداء شهداء الغدر والاغتيال واقترح الكتاب طرقاً لمنع تسييب الإبل ومعاقبة أصحابها قبل وحين ما تتسبب بإزهاق أرواح البشر من عابري الطرق البرية خاصة (كوضع الحزام العاكس) على الإبل ليتنبه سائقو المركبات فيحاولوا تجاوزها بسلام، ومنها وضع الوسم الخاص بقبيلة أصحابها ليتم محاسبة مالكيها حالما يحصل الحادث ومنها أن يتم إنشاء مراكز على الطرق لحجز تلك الإبل المسيبة (يتولاها أمن الطرق) ولها نظام خاص وعلى إثر تلك الكتابات السابقة صدر أمر من سمو ولي العهد الأمير نايف وزير الداخلية آنذاك نشرته الصحف في أول يوم من شهر ذي الحجة عام 1424ه موجه إلى إمارات المناطق والمراكز لتتولى ضبط وحجز الإبل التي تشكل خطورة على مرتادي الطرق وأخذ تعهدات على أصحابها باستخدام الحزام العاكس على جميع الأبل وإشعار المالك بمسؤوليته إذا ترتب على إبله حادث وهنا وبمناسبة حصول الحوادث السالفة الذكر وما قبلها من مئات الحوادث المحزنة، أسأل هل تدل هذه الحوادث على أن أصحاب تلك الإبل كانوا قد نفذوا تلك التوجيهات الكريمة؟ لا أظن بدليل توالي تناثر أشلاء ضحايا الإبل في مختلف الطرقات خاصة الطويلة وإلى جانبها جثث تلك الإبل الجانية على الإنسانية بل الجاني أصحابها عليها وعلى ضحاياها فحسبهم الله ليس إلى هذا الحد ولكن ما الذي يعقب تلك الحوادث؟ يعقبها ترمل النساء وتيتم الأطفال ومصابين البعض منهم ينتهي بهم الأمر إلى الوفاة والبعض الآخر ينضم إلى صفوف المعوقين الذين قد تكون حياتهم وموتهم سواء.