أنا أكرس نفسي من جديد للخدمة ، وآمل أن نذكر جميعاً بقوة العمل الجماعي، وقوة عقد الصداقة والأسرة، وحسن الجوار، وهذه أمثلة كنت محظوظة لرؤيتها في خلال عهدي» . بهذه الكلمات توجهت الملكة اليزابيث الثانية إلى الأمة البريطانية بمناسبة احتفالها باليوبيل الماسي لها يوم الاثنين الماضي في المملكة المتحدة بعد ستين عاما من توليها العرش. فقد استلمت الملكة اليزابيث ذات ال 85 عاما من عمرها العرش عندما توفي والدها جورج السادس في 6 فبراير 1952، وكانت بريطانيا ما تزال تواجه مرحلة من التقنين ما بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت الملكة في ذلك الحين في ال 25 من عمرها تقوم بجولة في كينيا عندما وصلها خبر وفاة والدها وبالتالي توليها العرش. سافرت فوراً الى بريطانيا حيث كان باستقبالها رئيس الوزراء ونستون تشرشل. وهي الآن الملكة الأطول عهداً بعد الملكة فيكتوريا، التي ملكت بريطانيا لأكثر من 63 عاماً. وأثناء ولاية الملكة اليزابيث تعاقب على الحكومة البريطانية 12 رئيسا للوزراء ، كما عاصرت 12 رئيساً للولايات المتحدة. في خلال عهدها شهدت العائلة المالكة أوقاتاً عصيبة ومضطربة وتدقيقا عاليا من قبل وسائل الإعلام والشعب البريطاني. فقد طلق ثلاثة من أولادها الأربعة ، وتم تشريح كل ازمة شخصية وعائلية من قبل وسائل الاعلام المحلية والعالمية. وشهدت فترة وفاة الأميرة ديانا عام 1997، أميرة القلوب والزوجة السابقة لولي العهد وأمير ويلز الأمير تشارلز النجل الاكبر للملكة اليزابيث، الأمر الذي كانت الحالة من أشد الحالات التي مرت بها العائلة المالكة ، وكانت كل الاضواء مسلطة على كل تحركات الملكة اليزابيث. ومرت بظروف نادرة من عدم الشعبية الشاملة للملكة التي تعرضت في ذلك الحين الى انتقادات قاسية لعدم اظهارها للمشاعر الحزينة والتعاطف مع الموقف وسط التدفق للحزن والأسى الوطني والعالمي على وفاة الأميرة ديانا. من جانب آخر تعرضت العائلة المالكة لانتقادات بسبب أسلوب حياتها. فاضطرت الملكة للتخلي عن بعض المميزات، مثل يخت بريطانيا المحبب على قلبها الذي تم سحبه من الخدمة في عام 1997. لكن مع مرور الوقت، استطاعت الملكة عبر سلوكها المتحفظ وتفانيها في القيام بواجبها تجاه شعبها ومنصبها قربها لمعظم البريطانيين. وأشاد بها الإعلام المحلي ، واستفادت أيضاً من النوايا الحسنة التي نتجت من خلال زفاف حفيدها الأمير وليام وكيت ميدلتون في العام الماضي. شهد يوم الاثنين تدشينا لموقع على شبكة الانترنت يظهر مدى تغير العالم خلال فترة حكمها. وبعثت الملكة رسالة شكر لكل الذين قدموا الدعم لها خلال الستين عاما من حكمها، وأكدت من جديد تفانيها في خدمة الشعب البريطاني. وقالت الملكة إنها وزوجها « تأثرا كثيراً « بتلقي رسائل عديدة بمناسبة اليوبيل الماسي لها. كتبت في رسالة الى الأمة البريطانية « أكتب اليكم لأشكركم على الدعم والتشجيع الرائعين اللذين قدمتموه لي، وللأمير فيليب خلال هذه السنوات «. وأضافت «في هذه السنة المميزة، وأنا أكرس نفسي من جديد الى الخدمة، آمل أن نذكر جميعاً بقوة العمل الجماعي، وقوة عقد الصداقة والاسرة، وحسن الجوار، وهي أمثلة كنت محظوظة لرؤيتها في خلال عهدي ». وسيتم تكريم الملكة بمناسبة اليوبيل الماسي بسلسلة من الأحداث الإقليمية، والوطنية، والدولية خلال هذا العام 2012، اعضاء العائلة المالكة سيقومون بجولة على دول الرابطة البريطانية بما فيها كندا وجامايكا على شرف اليوبيل الماسي للملكة. وستقوم الملكة ودوق ادنبره بجولة في المملكة المتحدة من مارس الى يوليو. وستعقد احتفالات اليوبيل الماسي لعام 2012 من الثاني الى الخامس من شهر يونيو وستشمل مهرجانا بألف سفينة على نهر التايمز وحفلا موسيقيا في قصر باكنجهام.