في خطوة غير مسبوقة ولا متوقعة دعا المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر في نداء مشترك وزع امس رجال الاعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات "الدفاع عن النفس" وحماية المناطق المدنية. وجاء في البيان "نوجه دعوة حارة الى رجال الاعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية في اطار الجيش السوري الحر، وتأمين الامكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية". واوضح النداء ان "الامكانات المتوفرة لا تكفي لصد الهجمة التي تلقى دعما وتمويلا من قوى اقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام". ويأتي هذا النداء المشترك بعد انتقادات لاذعة وجهها قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد عبر تلفزيون البي بي سي الاثنين الى المجلس الوطني، واصفا اياه ب"المجلس الفاشل" الذي لم يقدم اي دعم الى الشعب السوري. وقال الاسعد ان "موقف المجلس الوطني حتى الآن موقف كلامي. لم نتلق حتى الآن اي دعم والمجلس الوطني في في الحقيقة مجلس فاشل". واضاف "ان لم يستدرك الامر، فنحن سنقف ضد هذا المجلس المتآمر على الجيش السوري، لانه اثبت حتى الآن انه غير قادر على مجاراة الشعب السوري وحمايته ولم يقدم له حتى الآن اي دعم مادي او انساني". ووقع النداء المشترك كل من رئيس المجلس الوطني برهان غليون والعقيد الاسعد. وحث المجلس الوطني السوري، بحسب النداء "الدول العربية الشقيقة وأصدقاء الشعب السوري على المساهمة في دعم شعبنا وتمكينه من صد هجمات النظام الوحشية"، محملا "المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما ستؤول اليه الامور، في حال ترك النظام يتصرف بهذا الشكل الدموي والاجرامي في وجه شعب أعزل". كما وجه المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر نداء "الى أهلنا في الداخل يدعوهم الى الصمود والثبات في وجه الهجمة الغادرة، والتكاتف والتضامن في مواجهة الحصار وعمليات التهجير القسري". ودعاهم الى "التظاهر المستمر ومحاصرة مراكز النظام ومنعه من استخدامها للتخطيط وشن الاعتداءات وارتكاب الجرائم". واوضح المجلس والجيش الحر ان نداءهما جاء في وقت "يقوم نظام الطغمة الأسدية بعمليات إبادة وقتل للمدنيين ومهاجمة لأحياء بكاملها في حمص والزبداني (ريف دمشق) وجبل الزاوية (ادلب)، موقعا مئات الشهداء وآلاف الجرحى" بينما "التحرك الدولي يبدو أضعف مما تفرضه الدماء التي تراق على الأرض". واكد المجلس والجيش الحر "استمرارهما في تقديم كل الدعم الممكن والاسناد اللازم لاهلنا وثوارنا في الداخل والى الضباط والجنود الذين انحازوا للثورة". وصباح امس عقد المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري اجتماعا لتقويم الاحداث المتسارعة في حمص والزبداني، بحسب ما جاء في بيان للمجلس. وقال البيان ان المكتب ناقش "الاحتياجات المطلوبة لشعبنا انسانيا واغاثيا وللجيش الحر في مجال التصدي لهجمات النظام".