في أول لقاء تنسيقي من نوعه، التقى وفد من «المجلس الوطني السوري» الذي يضم قسماً كبيراً من تيارات المعارضة السورية، مع قيادة «الجيش السوري الحر» الذي تشكل من جنود انشقوا عن الجيش السوري، بحسب بيان أصدره «المجلس الوطني» أمس. ويعتبر هذا اللقاء «مؤشراً» على تغير سياسة «المجلس الوطني» الذي كان يتردد في السابق في دعم التمرد المسلح. كما جاء بعد أن دعا رئيس المجلس الوطني برهان غليون الأسبوع الماضي «الجيش الحر» إلى عدم شن هجمات ضد القوات النظامية لمنع دخول البلاد في حرب أهلية. وقال خالد خوجا المسؤول في «المجلس الوطني السوري» إن اللقاء عقد يوم الاثنين الماضي في محافظة هاتاي التركية (جنوب) على الحدود مع سورية. وأضاف أن الاجتماع حضره برهان غليون ورياض الأسعد العقيد في الجيش السوري الذي يتولى قيادة «الجيش السوري الحر» من تركيا حيث لجأ. وأشار خوجا إلى أن «المجلس اعترف بالجيش السوري الحر على أنه حقيقة، فيما اعترف هذا الجيش بالمجلس ممثلاً سياسياً» للمعارضة. ولم يحدد ما ستكون عليه طبيعة العلاقات بين الجيش والمجلس، إلا أن هذا الاجتماع يعد خطوة جديدة في مساعي توحيد المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه ضغوطاً متزايدة. وجاء في بيان أصدره المجلس أن غليون أكد «اعتزاز المجلس الوطني بالضباط والجنود السوريين الذين انحازوا إلى صفوف شعبهم، وتقديمهم التضحيات لحماية المتظاهرين والمدنيين». وأضاف أن غليون أكد كذلك «التزام المجلس بتوفير الوسائل التي تساعد الجيش الحر على أن يكون قوة داعمة للوحدة الوطنية وسياجاً لحماية سورية من النظام وخططه الرامية لتفتيت وحدة الوطن والشعب». وأوضح البيان أن المجلس «بوصفه مظلة وطنية وسياسية للثورة السورية حريص على إقامة علاقات تنسيق مع الجيش الحر لضمان سلامة الأداء الميداني وانسجامه مع الجهد السياسي القائم على المستويين الإقليمي والدولي». بينما أكد العقيد الأسعد أن الجيش الحر «يدعم المجلس الوطني السوري ويعتبره الإطار الوطني الجامع للسوريين وملتزم بأهدافه وبرنامجه السياسي القائم على سلمية الثورة». وأضاف الأسعد أن الجيش الحر «يؤكد أن هدفه الأساس يتمثل في توفير الحماية للسوريين الذين يتظاهرون سلمياً، ورفض الانجرار إلى أي نزاع داخلي أو صدام مسلح وفق ما يخطط له النظام»، بحسب البيان. واتفق وفدا «المجلس الوطني» و «الجيش الحر» على «تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين تعنى بالتنسيق في مسائل الحراك الميداني والإغاثة والإعلام والعلاقات السياسية، على أن تباشر اللجنة عملها على الفور»، طبقاً للبيان. وجاء الاجتماع بعد أن دعا رئيس المجلس الأسبوع الماضي الجيش الحر على عدم شن هجمات ضد قوات الأسد لمنع دخول البلاد في حرب أهلية. وأعلن غليون في وقت سابق «نأمل أن (يتحرك) هذا الجيش في المهمات الدفاعية لحماية الجنود الذين غادروا الجيش والمتظاهرين السلميين. لكن من دون أعمال هجومية ضد مواقع الجيش» النظامي. إلا أن العقيد الأسعد دعا في مقابلة هاتفية مع وكالة «فرانس برس» القوات الجوية الأجنبية إلى ضرب «أهداف استراتيجية» في سورية للتسريع في سقوط النظام. وأضاف إن «الجيش السوري الحر» يريد من المجتمع الدولي توفير الدعم اللوجستي له.