إن الارتعاج هو حالة متقدمة لما قبل الارتعاج تتميز بظهور نوبات اختلاجية معممة تشبه نوبات الصرع تتناوب مع فترات من السبات. يحدث الارتعاج عادة أثناء الحمل أو المخاض أو بعد الولادة. وتبدو الحالة الاولى في ثلث الحمل الأخير وتزداد حدوثاً بأقتراب الحمل من تمامه، اما الحالات الحادثة اثناء المخاض فتظهر في غضون الساعات الاربع والعشرين الاولى من الولادة ويوحي حدوثها بعد ثمان واربعين ساعة باسباب دماغية المنشأ، يتميز الارتعاج بنفس التغيرات التشريحية المرضية المصادفة في حالات ما قبل الارتعاج الشديد. يسبق ظهور الاختلاجات اعراض منبئة تتجلى بصداع شديد واضطراب الرؤية وألم في منطقة الكبد والمعدة ويحدث نتيجة توتر في الغشاء المحيط بالكبد بسبب الوذمة والتنخر الخلوي الحادثين فيه مع تشكل ورم دموي تحت الغشاء ويعتبر ظهوره علامة وخيمة تستدعي بدء المعالجة بسرعة. تبدأ الاختلاجات في الوجه لتعم اقسام الجسم الاخرى كافة يرافقها فقد الوعي مما يؤدي إلى عض اللسان وارتخاء المعصرتين الشرجية والمثانية، كما تظهر الزرقة بسبب تشنج الحجاب الحاجز. وتتوقف الاختلاجات لتدخل المريضة في سبات تختلف مدته، ثم تعاود الاختلاج من جديد، وقد تتابع الاختلاجات دون انقطاع لتنتهي بالموت، هذا ويدل ارتفاع الحرارة إلى 39 أو أكثر على انذار وخيم ويوحي بنزف دماغي. يرتفع التوتر الشرياني بشدة، الا ان التوتر الانقباضي يندر ان يتجاوز 200 ملم زئبق والانبساطي 110 - 120 ملم زئبق الا اثناء النوبة التشنجية على انه ليس من الضروري ان يكون ارتفاعهما شديداً إذ تحدث التشنجات في 20٪ من الحالات دون ان يتجاوز التوتر الشرياني فيها 140/90 ملم زئبق. كما يظهر زلال البول في جميع حالات الارتعاج كافة إلا ان ظهورها قد يتأخر حتى حدوث التشنجات ويظهر الهيموجلوبين في البول، كما يشح البول وقد ينقطع. اما بعد الولادة فيزداد ادرار البول وتتراجع التورمات وكذلك زلال البول لتزول خلال اسبوع ويعود التوتر الشرياني خلال اسبوعين إذا لم يكن هناك ارتفاع مزمن سابق للحمل، إذا حدثت الاختلاجات أثناء الحمل لا يلبث أن يبدأ المخاض عفوياً ليتقدم بسرعة، اما إذا حدثت أثناء المخاض فيتسارع بحيث تتم الولادة بأسرع من الطبيعي. قد تظهر وذمة الرئة بعد هدوء التشنجات وتنجم عن ذات الرئة الاستنشاقية وقصور القلب بسبب فرط التوتر الشرياني وغزارة السوائل المحملة بالجسم، كما يحدث الموت المفاجئ بسبب نزف الدماغ، وتكثر مصادفته عند المصابات بارتفاع التوتر الشرياني المزمن وقد يظهر العمى بعد تراجع التشنجات وهو ينجم عن انفصال الشبكية أو نقص التروية الدماغية مع احتشاءات موضعه في الفص الجبهي، إذا كان العمى ثنائي الجانب وانذاره عادة جيد إذ يعود البصر خلال اسبوع من الولادة وقد تظهر تغيرات نفسية بعد التشنجات وتزول خلال اسبوع أو اثنين وتستجيب جيداً للمعالجة بالكلوربرومازين. يطرأ على دقات قلب الجنين اثناء نوبات التشنجات تباطؤ يدوم لفترة 3 - 5 دقائق أو أكثر وذلك بسبب نقص اكسجة الحامل واحمضاض الدم.