(1417) فقط هم عدد الحضور للقاء الدوري الأخير بين النصر وضيفه هجر، من شاهد المباراة أيضا من خلف الشاشات يجزم أنها كانت مواجهة بدون جمهور، ولم تصل إلى هذا الرقم المتواضع، وهو ما أنعكس فعلا على مستوى الإثارة والحماس داخل الملعب، وافقد المتابعين على مختلف ميولهم جمال مباراة كروية، لقد كانت رسالة حضارية مؤثرة، بعثتها جماهير النصر إلى فريقها بإدارته ولاعبيه، واحتجاج مؤدب وبالغ على ما آلت إليه أوضاع الفريق، ونتائجه في الدوري، وخروجه الموسمي من بطولة كاس ولي العهد. جماهير النصر كانت دوما مضرب المثل في دعمها ومؤازرتها لفريقها، حتى وهو في أسوء أحواله تسانده وتقف خلفه على ملعبه وخارج قواعده، تحركها مشاعر الانتماء وذكريات التاريخ والبطولات والانجازات الحاضرة الغائبة، تعلقت هذه الجماهير المخلصة بنجوم مضوا ولكنه لازالوا في ذاكرتها، بعطائهم وإخلاصهم. جماهير الشمس هو اللقب الذي استحقته جماهير النصر الوفية بصبرها ودعمها لفريقها رغم عثراته المتكررة في كل موسم، ولكن في هذا الموسم لم تعد جماهير النصر تؤمل الكثير على فريقها بأوضاعه الفنية والإدارية المتعثرة وبإخفاقاته المتواصلة، وهو ما تجلى في مدرجات اللقاء الأخير، وقد يتكرر في مقبل اللقاءات التي بات حضور لاعبي النصر خلالها مجرد تحصيل حاصل. الأكيد أن رسالة جماهير النصر الحضارية والمؤثرة ليست فقط للاعبين بل أنها تعدت ذلك لكل المنتمين لهذا الكيان من أعضاء شرف ورئيس وإداريين فهل هي قد وصلت؟ جماهير الشمس لن تقوى على الغياب كثيرا وهي بالتأكيد تنتظر الشروق حتى لو طال أمده، ولكن من بوابة الأعمال الإدارية المثمرة، والمستويات الفنية الراقية والنتائج الحاضرة فقط على ارض الميدان، والتي تظل فقط طريقا سالكا لأي فريق نحو صنع المنجزات وارتقاء المنصات.