سعت روسيا امس إلى تجنب تصويت فوري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مسودة قرار غربي- عربي بشأن سوريا وقالت إنها تريد دراسة توصيات المراقبين العرب قبل بحث خطة تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة. وجاءت تصريحات جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قبل يوم من الموعد المقرر لإطلاع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن على أحدث التطورات لحشد التأييد لخطة الجامعة العربية لإنهاء العنف الذي تشهده سوريا منذ عشرة أشهر والذي سقط خلاله اكثر من خمسة آلاف قتيل. وتريد بريطانيا وفرنسا أن يصوت مجلس الأمن الأسبوع المقبل على مسودة قرار تؤيد دعوة الخطة العربية الأسد إلى التنحي. ويقول العربي إنه يأمل التغلب على المقاومة التي تبديها كل من الصين وروسيا. لكن جاتيلوف قال إن توصيات المراقبين العرب في سوريا بقيادة الفريق الأول الركن محمد احمد مصطفى الدابي السوداني الجنسية يجب أن تقدم إلى أعضاء مجلس الامن بما في ذلك روسيا التي قال إنها لم تطلع على نتائج بعثة المراقبين العرب. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عنه قوله «من المنطقي نظرا للطبيعة المركبة لهذه القضية ان يتمكن اعضاء مجلس الامن من دراسة التوصيات وما خلصت اليه بعثة المراقبة بالتفصيل.» ومضى يقول «بعد ذلك فقط سيكون من الممكن اجراء مناقشات ملموسة لهذه المسألة في مجلس الأمن.» وأصبحت روسيا العضو الدائم في مجلس الامن ولها حق النقض (الفيتو) معزولة بشكل متزايد في دعمها للأسد مع استمرار القمع الشديد للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وقال جاتيلوف يوم الجمعة إن مسودة القرار الغربية - العربية غير مقبولة بشكلها الحالي وإن محاولة تسريع عملية التصويت عليها في مجلس الأمن ستفشل مشيرا إلى أن روسيا بإمكانها استخدام حق النقض لمنع الاقتراح إذا ظل على صورته الحالية. وأضاف أن استقالة الأسد يجب ألا تكون شرطا مسبقا لعملية السلام في سوريا. وفي أكتوبر/ تشرين الأول منعت روسيا والصين مسودة قرار مدعومة من الغرب تدين حكومة الأسد بسبب قمع المحتجين. وقالت موسكو حينها إنه يجب أيضا توجيه اللوم في العنف لمعارضيه وإن القرار كان من الممكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا وهو ما تقول روسيا إنها لن تسمح به. وسوريا هي أقوى موطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط. وهي مشتر رئيسي للأسلحة الروسية كما تستضيف منشأة صيانة بحرية على ساحلها المطل على البحر المتوسط وهي القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في الخارج. من جانبه سيلقي وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه كلمة أمام مجلس الأمن في نيويورك اليوم في محاولة لدفع قرار لجامعة الدول العربية بشأن انتقال سياسي في سوريا. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية امس «سيكون الوزير في نيويورك غدا - اليوم - لاقناع مجلس الأمن بالنهوض بمسؤولياته في الوقت الذي تتفاقم فيه الجرائم ضد الانسانية في المنطقة.» وغادر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية متوجها إلى نيويورك الأحد حيث سيطلع أعضاء مجلس الأمن على أحدث التطورات اليوم سعيا لكسب الدعم للمبادرة العربية.