لم يجد القائمون على المستشفيات التابعة للخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة بداً من أن يطلبوا من القائمين على حدائق الحيوانات والعاملين في حقل البيطرة أن يجروا الكشف بالتصوير الطبي على المرضى الذين تحول بدانتهم دون التمكن من الكشف عليهم باستخدام أجهزة التصوير الالكتروني الطبي الموجودة بتلك المستشفيات. وقد أميط اللثام عن تلك الطلبات الغريبة - المتمثلة في استخدام أجهزة التصوير الطبي المقطعي التي جرت العادة على استخدامها للحيوانات رباعية الأطراف في كلية الطب البيطري التي تقع شمال مدينة لندن - نتيجة للضغوط التي تعاني منها المستشفيات لتعديل الأسرَّة والأجنحة والأجهزة بها لمواجهة الزيادة المضطردة في عدد المرضى البدناء. وكانت الكلية البيطرية الملكية – الكلية الرائدة بالمملكة المتحدة في مجال الطب البيطري- قد صرحت مؤخراً بأن أجهزة التصوير الطبي المقطعي لديها والمصممة للخيل يمكن استخدامها للكشف على المرضى ممن تبلغ أوزانهم مئة كيلوجرام أو أكثر ولكن يلزم الحصول على تصريح أو ترخيص خاص لتصوير المرضى من بني البشر. ففي تصريح للدكتور رياض زراميشي اختصاصي علاج أمراض الشيخوخة بمستشفى سانت ميري في بادنجتون غربي لندن، تحدث مفيداً بأنه كان يطلب منه إحالة المرضى البدناء إلى حديقة الحيوان بمدينة لندن عندما كان يقضي الفترة التدريبية. يشار إلى ان إحالة المرضى إلى حدائق الحيوانات تعد أمراً شائعاً واسع الانتشار في أمريكا حيث وصلت أمراض السمنة والبدانة إلى مستويات وبائية مخيفة. وقد كتب الدكتور رياض في مدونته الالكترونية قائلاً: «تخيل مدى الإذلال الذي يتعرض له المريض: أنا آسف سيدي ولكنك بدين للدرجة التي تحول الكشف عليك بجهاز التصوير الطبي الطبقي لذا ليس أمامنا سوى إحالتك إلى حديقة الحيوانات حيث دأبوا على التعامل مع من هم في وزن جسمك.» بيد أن متحدثاً باسم الخدمات الطبية الوطنية بكليّة إمبريال التي تتولى الإشراف على مستشفى سانت ميري صرح قائلا: «لم يسبق لنا قط أن أحلنا أو طلب منا أن نحيل مريضاً إلى حديقة الحيوانات في لندن أو إلى الكلية البيطرية الملكية للكشف عليه بأجهزة التصوير المقطعي الطبقي.» أما حديقة حيوانات لندن، فقد أنكرت أيضاً استقبال المرضى البدناء بينما أكدت متحدثة باسم الكلية البيطرية الملكية أنه تم بالفعل مفاتحتهم ومخاطبتهم في هذا الشأن. وقد أردفت تقول: «لقد خوطبنا في عدة مناسبات لكننا كنا دائماً نقول إننا نحمل ترخيصاً بإجراء الكشف التصوير المقطعي على الحيوانات فقط. وليس معلوماً ما إذا كانت هنالك أي كلية للبيطرة سعت إلى الحصول على ترخيص بإجراء الكشف على البشر. وأما الدكتور ضياء، فقد أضاف قائلاً: «قرر البعض أن من المستصوب السعي لزيادة سعة الأجهزة المستخدمة في الكشف بالتصوير الطبي المقطعي وبكل حال فإن مشكلة استقبال مرضى بدناء لا تستوعبهم أجهزة التصوير ليست مشكلة يتكرر حدوثها كثيراً. ومع الكراسي المتحركة الأكبر حجماً وغرف العمليات الجراحية الأفضل تجهيزاً بالإضافة إلى إمكانية الحصول على خدمات سريرية معززة عندما نحتاج إليها لن تكون هنالك مشكلة يمكن التحدث عنها.» يستخدم جهاز التصوير المقطعي الموجود بمستشفى أمراض النخاع الشوكي للخيل بالكلية البيطرية الملكية مع طاولة مصممة خصيصاً لتتناسب مع الحصين التي تكون تحت التخدير. وتستخدم أجهزة التصوير الطبي المقطعي من قبل الأطباء لقياس الدهون في الجسم وأيضاَ للكشف الطبي العام للتأكد من أن الوضع الصحي على ما يرام. في الآونة الأخيرة، أنفقت إدارة الدفاع المدني في بريطانيا الملايين في الاستغاثات والاستنجادات والاستدعاءات التي ترد إليها من الخدمات الصحية الوطنية لإنقاذ المرضى البدناء الذين يجدون أنفسهم محشورين في الحمامات بحيث لا يستطيعون فكاكاً أو الذين يتعذر نقلهم بأمن وسلامة من قبل العاملين في الإسعاف. فقد حذر تقرير صدر مؤخراً من الخدمات الصحية الوطنية «ليست مجهزة بالمستوى الذي يمكنها من التعامل مع المرضى البدناء بالصورة المطلوبة؛ حيث تفتقر إلى الأيدي العاملة والأجهزة التي تمكن تقديم الرعاية لهؤلاء المرضى بطريقة مأمونة. تشير التقديرات إلى الحاجة لنقالات وأسرّة وكراسيّ متحركة أكبر حجماً لا سيما وأن من المحتمل أن ينضم أكثر من نصف النساء وحوالي ثلثي الرجال إلى قائمة البدناء بحلول عام 2050م. لقد توصل التقرير آنف الذكر إلى وجود حوادث تتعلق بأجهزة لا تتسع للمرضى البدناء في حين أن الأجهزة المصممة بطريقة خاصة إما أنها غير متوفرة أصلاً أو أن الأجهزة العادية المتوفرة لا تعمل بالصورة المطلوبة عند استخدامها للمرضى البدناء.