يكتشف المتلقى حين يتصفح كتاب (بنية اللغة وأفق الأدب) للأستاذ صالح محمد المطيري الصادر حديثاً عن نادي المدينةالمنورة الأدبي، أنه أمام باحث جاد، ودارس مدقق دون تعالم أو ادعاء، فهو يطرح رؤى وأفكاراً مؤمن بأهميتها في الثقافة العربية، إلى جانب أنه يناقش مسائل هامة في اللغة والأدب، وذلك عبر ما دبجه في هذا الكتاب في كثير من فصوله يقول في تقديمه للكتاب: في هذا الكتاب مقالات بتوافر الحد الأدنى من التناول الموضوعي أو النظر العلمي للمسألة التي تدور عليها المقالة أو المراجعة أو المداخلة وعلى الجملة فإن مادة الكتاب تتواشج فيها بنية اللغة مع أفق الأدب وتتداخل على نحو ملحوظ. لامس قلم المؤلف عبر صفحات هذا الكتاب الذي أنطوى على قسمين حمل القسم الأول فصولاً في اللغة وناقش جملة مثل القضايا كأسماء الجبال من المؤنث المقصور مثل حسمى وشعبى ورضوى وسلمى وغيرها، ثم تناول بعد ذلك أسلوب التكرار لدى طه حسين وكتب بعدها بعد قضايا الأسلوب العربي ثم يتوقف ليكتب نظرات في معجم الفرائد للسامرائي ثم يعود المؤلف ليتسأل عن مدى تأثير اللغة على الفكر، كما يقف في بعض الصفحات عند الترجمة ومشكلاتها ويعقد فصلاً أيضاً بين اللغويات واللسانيات. في حين جاء القسم الآخر عن قضايا الأدب ليكتب عن قيمة الأنتماء لدى الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد كما يتوقف أمام أحد كتب التراث الأدبي ليكتب رؤية العالم من خلال كليلة ودمنة ويتوقف كذلك عند أدب البحر في التراث الأدبي، كما يناول كذلك عصر التدوين، أما قضايا الأدب الحديث فقد كتب عن رواية حدثنا عيسى بن هشام ويعقد فصلاً بعنوان هوامش على ملحمة جلجامش، كما يكتب عن الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي عبر مقال بعنوان يوميات دير العاقول، كما يتناول مادة تراثية أخرى حملت عنوان ملامح سيرية في رسالة ابن القارح وآخر هذه الفصول جاء عن موضوعات الشعر المعاصر وذلك بتتبعه لمفهوم مهنة الراعي من منظور ثلاثة شعراء هم أحمد الصافي النجفي وأبو القاسم الشابي ومحمد مهدي الجواهري. يذكر أن بعض فصول هذا الكتاب وبحوثه سبق أن شارك بها المؤلف صالح المطيري في بعض الملتقيات الثقافية في السنوات الماضية.