قدمت التشكيلية زهرة بوعلي معرضها الشخصي الذي حمل عنوان "بين روحين" يوم الأربعاء الماضي بصالة تراث الصحراء بالخبر، وشمل عرضا فنيا خاصا لتجربتها بالكتب الفنية باللغتين العربية والإنجليزية؛ وتعتبر زهرة بوعلي، من التشكيليين النادرين جداً في المملكة، الذين يشتغلون في مجال الحفر والطباعة، إضافة إلى أنها رسامة ونحاتة وخزافة، عرضت أعمالها واقتنيت في عدد من البلدان حول العالم، شاركت زهرة بوعلي في كثير من الملتقيات والورش الفنية المحلية والخارجية. عن تجربتها الفنية الخاصة مع الكتب الفنية؟ تحدثنا أكثر زهرة قائلة: "تجربتي هذه كان وراءها عدة خلفيات، منها: شغفي الدائم بالمخطوطات والكتب التوثيقية المرسومة يدويا ومن حضارات مختلفة، وبحثي المستمر فيها. اشتغالي خلال الدراسة الأكاديمية على مشروع للكتاب الفني، الذي كان من المتطلبات؛ لكني توجهت لها بعمق أكثر منذ سنوات بعد مشاركتي في بينالي كتاب الفنان بمكتبة الإسكندرية، 2006، حيث عرض كتابي هناك وهو الآن من مقتنياتها". وتضيف: "كما اختير لي نهاية 2011، كتاب آخر للمشاركة في الترينالي الدولي السادس لكتاب الفنان في لتوانيا، للعام 2012 الذي سيعرض في عدة دول أوروبية، بين هذا وذاك هناك المزيد من المشاريع التي أشتغل عليها". ولأن هكذا أعمال تتطلب جهدا كبيراً وعملاً أكثر وأدق، تصف لنا التشكيلية هذه التجربة؟ قائلة:"الكتب الفنية عبارة عن عمل يدوي فني من الغلاف إلى الغلاف بما في ذلك الحبك. والاشتغال عليها يكون في اتجاهين: النص والصورة. تجربتي في الكتب الفنية تعتمد على تقنية الحفر والطباعة من عدة خامات مثل الزنك، النحاس، اللينو، الخشب، الحجر أو الخامات المختلفة. بالتأكيد مثل هذه الأعمال تتطلب كثيرا من المجهود الذهني والتقني والمثابرة أيضاً، منذ بداية الفكرة والتخطيط لها بالرسومات المختلفة من أجل الوصول إلى الصيغة النهائية. وذلك فقط لبدء العمل بالمحفورات لصناعة القالب، التي بدورها تتطلب كثيرا من الجهد التقني لنجاحها ومن ثم طباعتها". وعن المدة الزمنية التي تطلبت لإنجاز هذا المشروع.. تقول: "الوقت اللازم لإنجاز مثل هذه الأعمال يعتمد على الفكرة ذاتها، عمقها، عدد المحفورات والخامات المستخدمة ثم الإمكانات المتاحة هنا، فمثلاً قد يتطلب العمل سفر الفنان للاشتغال في محترفات معدة ومجهزة لمثل هذه التقنية. مثل هذه الأعمال لابد أن تأخذ وقتها للنضوج والاكتمال ولا يمكن الارتجال فيها أبداً، فقد يتطلب الكتاب سنة أو أكثر لإنجازه". وعن الدافع وراء هذا التجربة أجابت: "الدافع لهذا، إضافة إلى ما ذكرته سابقاً، فإن مجال الكتب الفنية فن قائم بذاته وله قيمه جمالية مختلفة وممتعة ومهمة، كما أنه يجمع بين عدة إبداعات؛ ولكنه مجهول هنا". وعن رأيها في البحث تجاه طرح أساليب فنية جديدة وغير تقليدية.. تعلق بالقول:"البحث الدائم سواء الثقافي أو التقني هو ما يمكننا من تقديم أعمال أكثر قوة وعمقاً واستمرارية، وفي مجال التشكيل هناك دوماً مساحة وإمكانات لاكتشاف ما هو أجمل وأقوى و أكثر تمكناً. المهم هنا، أن لا يكون البحث مجرد هوس سطحي لتقديم ما يعتقد أنه مطلوب في الساحة". هذا ولزهرة مساهمات كثيرة لدعم تقدم مسيرة الفن التشكيلي، من خلال محاضرات عن الإبداع والتاريخ الفني، مساهمات كتابية عن الفن التشكيلية في الصحافة المحلية، تعليم الفن للأطفال والنساء بمحترفها ومشاركات في لجان تحكيم المعارض والمهرجانات، كما أنها عضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية.