اليوم كلّ النساء والعائلات المتسوقات في محلات الملابس النسائية أصبح لديهن شعور وثقة واطمئنان تام بدرجة غير مسبوقة .. فهن أصبحن يجدن الحرية الشرائية والتسويقية في هذه المحلات وبكل خصوصية تحتاج لها أي امرأة وذلك بعد أن وجدن بائعات سعوديات في هذه المحلات بعد أن كان الرجال غير السعوديين هم من يسيطرون على مهن البيع في هذه المحلات لسنوات طويلة.. بنات الوطن اليوم ومن واقع عملي وميداني تأكد أنهن ولله الحمد اجتزن تجربة مهنة البيع في هذه المحلات وبدرجة عالية جداً لم تكن متوقعة وأثبتن أنهن بالفعل على أعلى درجة من الكفاءة والمقدرة والمهنية في هذه المسؤولية التجارية .. هذا النجاح الكبير والسريع الذي حققته " خطة " تأنيث مهن البيع في محلات المستلزمات النسائية أكد لنا وبكل فخر أن الفتاة السعودية تملك القدرة والكفاءة والموهبة في مثل هذه المهام وهذه المسؤوليات .. ومن خلال هذا النجاح الكبير أثبتت الفتاة السعودية قدرتها على تحمل المسؤولية متى ما أتيحت لها الفرصة، ومتى ما وجدت الدعم الرسمي والاجتماعي خاصة في مثل هذه الوظائف وهذه المهن التي تدر أرباحا وعوائد مالية كبيرة جداً كانت للأسف تذهب لغير السعوديين وتهاجر هذه الأموال إلى خارج الوطن .. وقبل هذا القرار كان رجال الأعمال والتجار وأصحاب مثل هذه المحلات يعتقدون خطأ أنها مهن لا يتحملها إلا الرجال !! إن نجاح المرأة والفتاة السعودية في مهن البيع في هذه المجالات هو قرار اكبر من مجرد كونها امرأة تبيع .. وهي إرادة وطنية أكبر من كونها مجرد امرأة تبيع المستلزمات النسائية في هذه المحلات ..!! إن قرار تأنيث مهن البيع في جميع المحلات والمستلزمات النسائية هو خطوة لها أبعاد إيجابية كبيرة جداً سندرك ثمارها الأهم والأكبر إن شاء الله في المستقبل القريب .. من هذه الإيجابيات ما يلي :- أنها أفضل وأسرع خطة لتنفيذ السعودة. اكتسبت المرأة والفتاة السعودية خبرة وثقافة البيع والتسويق . انتشال أعداد كبيرة جداً من بنات الوطن من الفراغ الكبير الذي يعشن فيه.. ومن المؤكد أن هذا الفراغ يمثل أكبر خطر يواجه الناشئة والشباب في هذا الزمن . العائد المادي الكبير الذي سيعود على الفتيات السعوديات وعلى أسرهن من خلال الرواتب المتنامية ومن خلال البدلات والمكافأة ومن نسبة البيع التي كانت تذهب لغير السعوديين طوال السنوات الماضية . ستتنظم حياة الأسرة اليومية وذلك من خلال تنظيم وقت المرأة أو الفتاة العاملة داخل المنزل فهي ستتعود على النوم مبكراً وعدم السهر وذلك من أجل الحرص على الذهاب إلى العمل صباحاً . التأثير الإيجابي المتوقع إن شاء الله في شباب الوطن حيث سيدركون تدريجياً أن أخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم أصبح لديهن القدرة على العمل في مهن البيع والتسويق وسيشجع ذلك الشباب على الانخراط في مهن البيع المماثلة في كثير من المحلات ... ومستقبلاً إن شاء الله سنرى أن الزوج مع زوجته أو ابنته أو أخته نجدهم يعملون في محل واحد بما يكفل لهم الأمان الاجتماعي والمالي والأسري بل سيشجع ذلك على انخراط أبناء الأسرة الواحدة في مهن البيع والتجارة تدريجياً بصفة مستقلة بعد اكتسابهم الخبرة والمقدرة !! إن هذه الخطوة ستشجع الجيل الجديد وهن طالبات المدارس والجامعات على التفكير مبكراً في العمل في مثل هذه المهن مستقبلاً من خلال الاستفادة المتتالية من خبرة أمهاتهن وأخواتهن العاملات في هذه المهن وهذه الأعمال . إن ثقافة التجارة والبيع والشراء والتسويق ستسود بين أفراد الأسرة داخل المنزل منذ الصغر وستنمو في الأطفال والشباب غريزة البيع والتسويق لأن من المؤكد أن " البائعة " السعودية ستقدم لأسرتها بكل تلقائية وعفوية أخبارا ومواقف يومية.. ومن خلال ذلك ستنمو الرغبة التجارية والفكر التجاري في هذه المجالات لدى كافة أفراد الأسرة !! سنضمن إيقاف هجرة نسبة من أموال الوطن إلى خارج الوطن. هذه الخطوة ستفتح آفاقا كبيرة لثقافة التجارة لدى هؤلاء البنات والفتيات العاملات بعد اكتشافهن معارف وخبرات تجارية ستساعدهن على تطوير أعمالهن الخاصة في المستقبل . لذا حق علينا أن نقدم عظيم الشكر والتقدير لكل من يقف خلف هذه الخطوة وهذا القرار وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حفظهما الله ولكافة المسؤولين في وزارة العمل والتجارة الحاليين والسابقين .. أيضاً الشكر لأصحاب المحلات والشركات التجارية التي تفاعلت بصدق مع هذه الخطوة الوطنية الجبارة وأتاحت كل الفرص والتسهيلات لبنات الوطن للعمل في مهن البيع في محلاتهم .. وشكراً لكل المخلصين .. شكراً لكل الأوفياء .. والجميع يتطلع إلى المزيد من هذه الفرص للمرأة والفتاة السعودية بعد أن ظلتا تنتظرانها لسنوات طويلة جداً .. ونثق إن شاء الله دوماً أن بنت الوطن تحمل من الثقة ومن الإخلاص ومن الجدارة ومن المواهب ومن الأمانة مايمكنها من النجاح في مثل هذه المسؤوليات ...