.. لست أدري هل أكتب عن ضحايا حوادث المرور التي تتابعت وبشكل مزعج مع نهاية العام المنصرم، أم أكتب عن المعاناة التي نعيشها صباح مساء في كل شارع من الشوارع بسبب الزحام الذي يحول المشوار القصير إلى رحلة تستغرق أكثر من ساعة، وليس هذا في الشوارع التي يتم فيها تنفيذ مشاريع الكباري والأنفاق وما تقتضيه من إحداث تحويلات، وتزاحم لضيق الممرات الجانبية وإنما في كل شارع، وبكل حي، والذي يبدو أن المشكلة ليست وقفا على جدة ومكة المكرمة، وإنما حتى في الرياض فقد قرأت للأستاذ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ فيما نشرته «الجزيرة» بعدد يوم الأحد 24/12/1432ه بعاموده (شيء ما) تحت عنوان «الاختناقات المرورية وغياب النقل العام» وكان فيما تضمنه المقال: الرياض وبقية كبرى مدن المملكة تعاني أشد المعاناة من الاختناقات المرورية، ولن أبالغ لو قلت إن مشوارا بين شمال الرياض وجنوبها في ساعات الذروة من النهار قد يتجاوز في زمنه الرحلة بالطائرة بين الرياضوجدة مثلا، وتوفير خدمة النقل العام داخل المدن، إضافة طبعا إلى بعض الإجراءات التنظيمية (المرورية) الأخرى، سيؤدي (حتما) إلى حلحلة هذه الاختناقات. والذي لا ريب فيه أن للزحام المكرب في الشوارع سببين: الأول عدم توفر وسائل نقل عامة، والثاني في (البرمان) الذي يمارسه سائقو سيارات الأجرة بحثا عن راكب، فالمشاهد أنه ما بين كل سيارة وأخرى أكثر من سيارة أجرة مما يسبب تزاحم السيارات بكل شارع في حين لو أنه تم اعتماد نظام استدعاء سيارات الأجرة بالهاتف من الشركات المشغلة لتبعث بالسيارة لطالبها من أقرب موقف، هذا بالنسبة لسيارات الأجرة، أما بالنسبة للنقل العام فأعود لما طالب به الأستاذ محمد آل الشيخ الذي ناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله باستثناء النقل العام في المدن الكبرى في المملكة من إيقاف الإعانة، خاصة أن إعانتها كما يقول بمثابة (شرط الضرورة) حيث إن النقل العام داخل المدن في العالم أجمع خاسر، ولذا فهو يحتاج إلى تغطية 75% من تكاليف التشغيل. إنها معضلة مرهقة ولا بد من حل.. فهل إلى ذلك من سبيل ؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة