يتنادى بعض الكتاب والمفكرين ورجال المال والأعمال والمجتمع إلى ضرورة قيام نقل جماعي منظم في المدن والمحافظات الكبرى يغني أكثر الناس عن استخدام السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة، ويقلل من حجم التلوث الناتج عن عوادم المركبات ويحد من الزحام المروري الذي تشكو منه تلك المدن والمحافظات الكبرى، وتتضمن مناداتهم إنشاء قطارات كهربائية أو مترو أنفاق إضافة إلى حافلات للنقل الجماعي تغطي جميع الشوارع والأحياء والمخططات، ولكن مثل هذه الدعوات قد لا تجد حماسا فعليا من قبل جهات الاختصاص وكذلك من قبل الجهات الاستثمارية لأن التجارب المتواضعة التي قامت في مجال النقل الجماعي تؤكد عدم نجاح التجربة واضمحلالها عبر السنوات بدل نموها النمو الطبيعي المقابل لزيادة عدد السكان، ولذلك ظلت المناداة بإحلال النقل الجماعي بجميع أنواعه محل النقل الفردي مجرد مناداة عاطفية لا أكثر ولا أقل.. تتجدد بين حين وآخر كلما جرى الحديث عن الازدحام والفوضى المرورية والزيادة المطردة في أعداد السيارات واختناق الشوارع العامة والفرعية بها، أما عملية نجاح النقل الجماعي في أي دولة فإن تجارب الدول التي تحولت من النقل الفردي إلى النقل الجماعي بأنواعه المختلفة التي تسير تحت الأرض وفوق الأرض وعلى ارتفاع منها، فإن ذلك تم وفق خطط منظمة تجعل تسعين في المائة من مواطني تلك الدول والمقيمين فيها يفضلون النقل الجماعي على النقل الفردي ومن تلك الخطط ما يلي: أولا: وضع رسوم باهظة على السيارات الصغيرة تجعلها بعيدة عن متناول معظم الناس لا سيما فئات العمال وصغار الموظفين ناهيك عن طلبة الجامعات وبائعي الترمس! ثانيا: حظر وقوف السيارات الخاصة في الشوارع العامة أو الفرعية، مع تحديد مواقف سطحية أو في باطن الأرض برسوم عالية عن كل ساحة وقوف، بما يجعل استخدام النقل الفردي الخاص مكلفا على صاحبه فيترك سيارته في المشاوير العادية داخل المدينة التي يسكنها مفضلا عليها النقل العام، فتكون سيارته للأسفار أو عند الاضطرار فقط لا غير. ثالثا: بناء شبكة متكاملة للنقل الجماعي فوق الأرض وتحتها من حافلات ومترو أنفاق وقطارات كهربائية معلقة، بحيث تغطي الشبكة بكفاءة وانتظام ودقة وسلامة كل متر في المدينة وتوصل الراكب في زمن قياسي إلى حيث يريد وبأقل من عشر تكاليف انتقاله بسيارته الخاصة حتى أنه يتم صرف بطاقة للنقل العام تمكن حاملها من استخدام جميع القطارات لمدة شهر كامل وفي جميع الاتجاهات وعلى مدى أربع وعشرين ساعة من كل يوم برسوم تقل أحيانا عن الرسوم التي يدفعها صاحب سيارة خاصة ثمنا لوقود سيارته ليوم واحد أو رسوما لموقف سيارته لعدة ساعات وهكذا تبنى ثقافة النقل الجماعي العام فأين نحن من هذه الثقافة وما قبلها من خطوات؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة