انحصرت المنافسة على لقب دوري "زين" للمحترفين بين الفتح، والهلال بنسبة كبيرة بعد تعثر أقرب الفرق المنافسة الشباب، والنصر بخسارة الشباب من الأهلي في مكة، وهي الخسارة الرابعة له في الدوري بعد أن خسر ثلاث مواجهات سابقة من الفتح، والهلال، والاتفاق وتعادل في مواجهتين مع الأهلي، والاتحاد وباتت فرصته في المحافظة على اللقب أمر صعب المنال في ظل هذا الهدر النقطي الكبير، وقبل ذلك المستوى الفني الباهت الذي ظهر به "الليث" هذا الموسم وكان محل استغراب جميع النقاد، والمتابعين خصوصاً وهو يحمل لقب الموسم الفائت دون خسارة، أما النصر فقد أكمل بتعادله مع الاتحاد في مكة مسلسل التفريط بالنقاط الذي حدث له بالدوري لتتهاوى نسب فرص المنافسة لديه على اللقب بدرجة واضحة رغم الحالة الفنية، والمعنوية، والنتائجية العالية التي كان عليها الفريق في الأسابيع المنصرمة ومعها قفز لمركز متقدم في سلم الترتيب، وبلغ دور الأربعة في مسابقة كأس ولي العهد بعد غيبة طويلة، يحدث ذلك للشباب، والنصر في ظل تقدم فريقيا المقدمة الفتح والهلال،واللذان باتا يسجلان انتصارات متتالية، ونتائج إيجابية مكنت الفتح من اعتلاء الصدارة بجدارة واستحقاق ودخوله معترك المنافسة الفعلي، والقوي على اللقب غير عابئ بالترشيحات التي نصبت الفرق القوية "مادياً" قبل بدء الموسم لتحقيق اللقب، وتجاوز هذا الفريق المثالي إدارياً، والمنظم فنياً، والمتجانس عناصرياً تجاوز جل العقبات الصعبة، والمنعطفات التي كان الكثير يرى توقفه عندها أو تراجعه معها إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث فقد كان الفتح في الموعد يتجلى على أرض الميدان بروح عالية، ويظهر بشخصية الفريق الكبير الباحث عن تحقيق اللقب مهما بلغت التحديات، ومهما ارتفع سقف الحواجز فبالعزيمة، والإصرار حضر الفتح وأكد أنه فرس الرهان الذي لا يقهر. ثمة أمور تقف لجانب الفتح في مشواره الأخير قبل الذهاب لذهب دوري "زين" تتمثل في التكاتف العناصري مع التوجه الفني المستقر منذ سنوات طويلة والمتناغم مع العمل الإداري الاحترافي الجميل فضلاً عن استقرار العناصر الأجنبية وفاعليتها الكبيرة في تشكيلة الفريق إضافة إلى تركيزه الكامل على بطولة الدوري بعيداً عن التشتت الذهني في ظل خروجه من المشاركة العربية، ومن بطولة ولي العهد ليكون تركيزه الأعلى تحقيق طموحات محبيه بالظفر بالبطولة الأغلى، والأقوى، وكرة القدم لا يمكن أن تتوقف لتصفق لأسماء بعينها بل ستخدم كل من يخدمها، ويبذل في سبيلها الكثير، وأكثر ما يخشاه أنصاره هو ضعف الخبرة لدى عناصر الفريق في مواجهات الحسم فضلاً عن عدم تواجد البديل الجاهز المكافئ لمستوى الأساسي. في الجانب الآخر لا يبدو الهلال في كامل حضوره الفني رغم تقدمه على مستوى النتائج وقد يسهم بلوغه الدور قبل النهائي لكأس ولي العهد وهي بطولته المفضلة في السنوات الخمس الأخيرة التي احتكر فيها اللقب ومشاركته الآسيوية المقبلة هاجس يثقل كاهله فضلاً عن عدم اتضاح الرؤية بشكل كبير لعناصره الأجنبية وسط رغبة تبدو كبيرة لدى صناع القرار داخل البيت الهلالي بالاتفاق مع الجهاز الفني لتغيير يطال بعض الأسماء، وهو الأمر الذي قد يسهم في اختلال انسجامه الفني الذي عكره المدرب في أحيان كثيرة بعدم استقراراه على تشكيلة ثابتة. السؤال الذي يطرح نفسه بعد عودة الركض لدوري "زين" عقب بطولة الخليج هل يواصل الفتح الطامح توهجه، ويكسر قاعدة الكبار بتسجيل اسمه في القائمة الذهبية لسجل الأبطال أم يكون للخبرة الهلالية العريضة في تلك البطولة دور كبير في تجيير اللقب للفريق "الأزرق" الذي تنازل عنها الموسم الفائت وكأني به يشتاق كثيراً لتجديد عهده الوثيق معها بعد عام واحد فقط. أم أن للفرق المتوقفة خلف الفريقين كالشباب، والنصر صحوة جديدة تعيد آمالهما في المنافسة، ومن ثم تغير مسار اللقب؟ هي عشرة أسابيع فقط من المؤكد أن نهايتها ستعلن عن كشف هوية البطل إن لم يكن قبل ذلك الموعد.