عندما يُعَبث بالتاريخ فلا عتب على من يزور الموروث حاضراً.! ما يثير المتتبع لقائمة كتاب الأغنية في مرحتلها الأولى العديد من الأسماء وإن تميز منها الشاعر محمد بن ناصر السويلم"غفر الله له". في تلك المرحلة الأولى رافق الشاعر الكبير الفنان طارق عبدالحكيم لينطلقا سوياً بأغنية"أبكي على ما جرالي ياهلي"والتي تم تسجيلها في بداية الإذاعة بمركز جدة منطلق الستينيات. وما يخالف التاريخ الذي بدأ به الشاعر محمد السويلم"1338-1408ه", باستغلال موروثه وشاعريته ونسبتها إلى الغير، كقصيدة"لي صاحب كنت أحبه" والتي جيرت إلى الشاعر محمد الغامدي"رحمه الله". قبل مرحلة أغنية"أبكي"، كانت الانطلاقته مع الملحن والمطرب أبو سعود الحمادي في أغنية:"يا أهل الهوى الله يحل القيود" والتي يتغنى بها العديد من الفنانين السابقين والحالين دون معرفه صاحب الكلمات ومن ملحنها. وحتى نسبة ملحن أغنية"لي صاحب كنت أحبه" التي كانت انطلاقة تحوير جهد الآخرين وتزوير التاريخ الفني, إذ حولت باسم طارق عبدالحكيم، في مغالطة قد تكون غيرت ملامح ومجرى تاريخ البداية في الموروث الغنائي.. في ذلك الوقت كان طارق عبدالحكيم مقيماً في بيروت والذي استغل مهارته في المعرفة الموسيقية ليكون عازفاً على آلة العود مع الفنان الراحل عودة سعيد، وأردفها بتسُجل عدد من الأغاني كأسطوانة نهاية الستينيات الميلادية، من ظمنها أغنية "الله الله ياخفيف الروح"- الشهيرة- والتي سبق وأن نشرت في"ذهبيات - الرياض"من الأعمال السعودية. عودة سعيد»رحمه الله»-نهاية الستينيات الميلادية بيروت بعض المتابعين للموروث الغنائي قد تتسع عليهم الفجوة وتتصادم معها الأسماء, بسبب استغلال بُعد الآخرين عن الساحة أو لوفاتهم ، هذه الأسباب هي ما تؤرق الباحثين والمتعقبين عن أساسيات هذه الأعمال التي زورها الزمن إما عمداً أوجهلاً واستغلالاً.! بداية الستينيات ونهايته من القرن الماضي الميلادي كانت مرحلة التسجيل والانعطاف الفني وقدرته على تجاوز اللامستطاع ليظهر عبر اسطوانات النايلون والبلاستيكية منتقلاً مع بداية الإذاعة السعودية. محمد بن ناصر السويلم"رحمه الله"قدم بعض قصائده في ديوان"نديم العاشقين"، أيضاً في بداية طباعة الدواوين الشعرية، وإن كان توزيعه بصفة خاصة لم يعمم حينها. يقول عنه الأمير فيصل بن فهد"رحمهم الله"في مقدمة ديوان"نديم العاشقين":"الشاعر محمد بن ناصر السويلم من الشعراء الذين نجد في شعرهم العاطفة الرقيقة والمعاني العميقة والأسلوب السهل الممتنع. كما نجد في شعره المتعة والروعة وهو ما جعله حديث المجالس وأنيس السمار، وما يدع المثقفين استجلاء هذه المعاني وتفصيل التاريخ بيسر وسهولة". غلاف ديوان»نديم العاشقين» ظهور ديوان"نديم العاشقين"عاد ليؤكد سرقة وتزوير تاريخ بعض الأغاني، خاصة أغنية"لي صاحب كنت أحبة"التي سميت في الديوان ب"شمسه عليها غيوم"، ليتغنى بها العديد من الفنانين منهم علي عبدالكريم وطلال سلامة، ربما هم لم يتعرفوا على تاريخ العمل، لكن هناك من قام بتبديل أسماء من أنجزوها إلى آخرين، في مخالفة لأحقية محمد بن ناصر السويلم وعودة سعيد"غفر الله لهم جميعاً". صورة ضوئية من القصيدة داخل الديوان