اختار فنان الكويت الكبير شادي الخليج أن نبدأ حوارنا معه عند الالتقاء به في ديوانيته في الكويت أن يكون حديثنا حول قادة ورجال المملكة العظام .. شادي الخليج يصنفه الناس والنقاد على حد سواء أنه الأبرز في الكويت بين الأصوات ويصنفه كبار الفنانين العرب صوتا ليس له مثيل بين فناني المنطقة ذاك هو «شادي الخليج» المطرب الكبير الذي عرف بهذا الاسم الذي أخفى ملامح اسمه الأصلي «عبد العزيز خالد المفرج» والذي قدره بلده الكويت بمرتبة رسمية ولقب يتناسب مع ما قدم في دنيا الفن والثقافة والمجتمع لبلده.. وكيل وزارة مساعد وموجه عام التربية الموسيقية في وزارة التربية. عندما نتحدث عن الفنان النجم شادي الخليج الذي قمنا بزيارته في منزله في الكويت الأشبه بديوانية وملتقى ثقافي يجمع الكثيرين من أبناء الطبقة المثقفة وأبناء الوسطين الإعلامي والفني لابد وأن نقدمه بما يليق ويتوازي مع ما يتسربل به من تاريخ فني طويل وإبداع ليس له حدود.. إذ أن ضيفنا تأهل فنيا وموسيقيا حيث درس بالمعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة وتخرج منه. بدأ شادي الخليج شهرته كمطرب بارز في الستينيات الميلادية عندما قدم أغنية «لي خليل» وهو لم يزل طالبا يدرس الموسيقى قدمه الأديب حمد الرجيب إلى مركز الفنون الشعبية لصقل موهبته مما أثر في تكوينه كفنان أصيل، قطع منذ الستينات شوطا كبيرا في مجال الأغنية الكويتية والخليجية، وساهم في نجاحها وأصبح علامة بارزة على الساحة الفنية العربية، في مجال الوظيفة فقد عمل عام 1986م موجها عاما للتربية الموسيقية بوزارة التربية الكويتية وما زال. • قلت عدة مرات أن الوالد لم يكن ليقبل دخولك الساحة الفنية كمغن.. وأنك تحايلت على هذا بتغيير اسمك.. ما القصة؟ نعم هذا ماحدث بالضبط، كنت مغرما في مطلع شبابي بأن أكون أحد كبار الغناء في المنطقة سيما وأني كنت فخورا باكتشاف صوتي من قبل رواد فن كبار أثنوا على صدق موهبتي وعذوبة وقوة الصوت، الأمر الذي جعلني أصر على المواصلة فاتخذت لنفسي اسم شادي الخليج الذي نال شهرة كبيرة لدرجة أن أسرتي وعلى رأسها الوالد كان يستمتع بصوت شادي الخليج للدرجة التي كنت فيها أرافق والدي في السيارة وهو يستمع إلى شادي الخليج مبديا إعجابه بصوته دون أن يعلم أن ذلك الشادي هو ابنه الجالس إلى جانبه في السيارة، كان ذلك في بداية الستينيات، وهي المرحلة التي ظهرت فيها مع عدد من الزملاء الكبار مثل عوض الدوخي والبعيجان والباقر وعبدالحميد السيد وظهر في تلك الفترة أيضا اليانع والمزهر أبدا عبدالكريم عبدالقادر وحسين جاسم وكثير من أبناء المراحل المختلفة.. جيل الأساتذة والزملاء وتلامذتنا أيضا. • ما الذي تراه في عالم الأغنية الخليجية وتحديدا الكويتية اليوم؟ هل من مستقبل يضاهي أمس الغناء في المنطقة؟ أنا من غير المتشائمين في هذا المنحى ولكني إلى جانب جيلنا الذي تعامل مع الوجدان أكثر من أي شيء آخر. وفي نفس الوقت لاتخلو ساحات الفن من الصدق والعطاء المستمر والكويت على وجه الخصوص دائمة الولادة لأصوات وموسيقيين وشعراء أغنية أكثر تميزا ومثال هذا في الاهتمام الأخير من يجالسنا اليوم الشاعر علي المعتوق الاسم الدائم في ديوانيتي يوسف ناصر الذي يجاورني والذي تضم ديوانيته الكثير من المبدعين. • هل تتواصل مع زملائك الفنانين السعوديين؟ كثيرا وأخيرا كنت في اتصال مع عميدنا الموسيقار طارق عبدالحكيم شافاه الله ومحمد عبده الذي زارنا في الكويت في الستينيات الميلادية عندما سجل أوائل أعماله في إذاعة الكويت وظل بعدها نجما لحفلاتنا الغنائية وفي السنوات الأخيرة في «هلا فبراير» كذلك سامي إحسان وسراج عمر ومحمد عمر الذي أحب صوته وهو الذي تميز في أداء ألبوم جميل مع خالد الزايد في الثمانينيات. كذلك علي عبدالكريم وعبدالمجيد عبدالله والراحل سلامة العبدالله. • هل يتم هذا بشكل مستمر؟ كثيرا ما أكون على صلة بهم وفي الأوبريت الأخير الذي قدمته عن العالم الإسلامي في أفراح الكويت كنت قد تواصلت مع طارق عبدالحكيم واستشرته في الملابس الشعبية التي كنت احتاجها في الإخراج للوحة السعودية. • ما الذي تبقى من ذكريات علاقتك بأم كلثوم؟ عندما استمعت إلي وأنا أشدو قالت عني ما حفزني للعطاء الأفضل والاهتمام بالحياة الفنية، وكنا سعدنا بزيارتها لنا في الكويت، كذلك زيارة عبدالحليم حافظ. شادي الخليج في سطور وكيل الوزارة المساعد في وزارة التربية الكويتية عبدالعزيز بن خالد المفرج. سيد الغناء للوطن في الكويت وقدم الكثير من الأوبريتات الوطنية والوصفية، كما اعتمد اللغة العربية لهذه المهام، مقدما الكثير من الأعمال الغنائية بالفصحى وارتبط غناؤه للوطن مع موهبة شابة برزت في سبعينيات القرن الماضي في الكثير من الأوبريتات الوطنية.. سناء الخراز. التقى بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي قدرت كثيرا صوته وفنه من الكويت كما فعلت ذلك أيضا مع الراحل عوض الدوخي الذي أعاد فيما بعد عددا من أغنياتها. حصل على عدة جوائز تقديرية من قادة دول مجلس التعاون من بينها شهادة تقدير من الملك خالد عام 1396ه/1976 خلال زيارة الملك الشهيرة إلى الكويت والتي صاحبتها احتفالات فنية كويتية كبيرة بمقدمه. عمل كثيرا لصالح الفن والتربية والثقافة في الكويت هو والسيدة حرمه غنيمة يوسف المهيني الحاصلة على الماجستير في علم الاجتماع والدكتوراه أيضا كما أنها محاضرة في جامعة الكويت، والتي سبق لها العمل ملحقا ثقافيا في السفارة الكويتية في القاهرة. من أعماله الغنائية: أوبريتات وطنية ضخمة مثل الزمان العربي، قوافل الأيام، صدى التاريخ، حديث السندباد، أنا الآتي، وحكاية السور. قدم أغنيات عاطفية شهيرة منها: احبه حبيبي، سماء، لي خليل، تبعد حبيبي، حالي..حالي، حبيبي راح وخلاني، سدرة العشاق، ومجموعة إغان على شرائط كاسيت بعنوان «السندباد مذكرات بحار».