( من هنا .. كنتُ أمضي صباحًا إلى الجامعة ... قبل عشر سنين مضتْ حين كنا معا لم تكن إمّعة ...! افترقنا هنا ياصغيري الطويل .. وكلٌ قضى شأنه يومها قلتُ ياصاحبي ( صاحب ٌ .. لا يسير أمامكَ .. إن ظلَّ خلفك لن تتبعه !! .. ) *** الرياضالمدينة المتطرّفة ...! هكذا قيل لي .. لكنني مالقيتها يومًا إلا أنثى متمرّدة .. لايتزوجها مقيمٌ ولا يطلّقها عابر ..! الشمس في الرياض لاترى عاشقيها ، لكنها حتما تكشفهم ..حين لاتعنيها عيونهم فتعميهم دون النظر اليها ، وهذا ما يجعلني كقطعة خشبية ترتجف بين المطرقة والمسمار ..! فأنا رجل من أقصى الهزيمة يسعى .. استظلّ جدار مقبرة قديمة وأعلم ... أنهم لن يجددوها حينما أموت ... ولهذا إياك أن تتوهمي أيتها الشمس أنني أغازلك هنا فتفرين مني ...! *** لاتعنيني الشمس إلا حينما تغيب ..! أشعر .. كأنما وحدي .. أن طموحها بالأفق ..قادها لليل ..! شائعة أنا معروضة للعلك ...! بينما (السكّر المكشوف ) لايحوم حوله النحل فقط ولن يستمرّ إنتاج العسل المغشوش في بلادنا ....! هل قلتُ يوما إنني ربيت حزني على الرضا ..حين أوهمته أن الليل الذي يسكنني موعود بالصباح على سبيل المحالْ ...؟! ليس تمامًا ... لكنني نجحتُ في إقناع حبيبتي الأولى أن الخروج إلى الشارع دخول في المدينة ...! يحشر المسمارُ جسده الثاقب في الجدار...! هكذا ب ( عري أكبر ) ونميمة متوثّبة للتداول ...! لاتحدّقي بي هكذا ..! أنت بين ( اللهفة واللهفة ) .. والغياب مدينة شحيحة في صباحات فيروزية النكهة ...! البرد في الباب .. وصباحات الرياض مزدحمة الضوء ! كزمنٍ لايحسن توثيق ساكنيه ... أحدنا أو كلانا ..! كأبوابٍ تتآكل مفاصلها ... سواء جذبناها أو دفعناها ...! لاتحدّقي بي هكذا ..! الصباحُ الذي لاتهتمُّين فيه بمسح نظّارتي جيدًا لا ألقى الشمس فيه ..! فأنت الوحيدة القادرة على توثيقي ..قبل خروجي من البيت ولهذا تثق الرياض بك علي ..! أعلم قبلهم أنك الزمن الوحيد الذي جاء بإرادة أهله ...! وأنّ ثقافة السفر قادرة على الشيوع والمفاهمة ..! شائعة .. أنا ... لكنني لم أكن يومًا إشاعة كما يحسن الظن مؤقتًا آخرون ..! فأنا مدينة الممرات الكثيرة وأرصفة انتظارٍ لقطارات لاتعرف أسماء راكبيها ولاوجهتهم ... هكذا أزرع النوايا في مرايا الحائط ولا أعدل (عقالي ) كثيرا . تنخرني عفويتي ويدفع بي الصدق لمجالس أقوام يكذبون ..! *** تأبّط سِرًّا .. قضتْ عينُه نحبَها ..حين جاعت أنامله للكتابةِ كان يقول الكثير : ( تموتُ كما ماتَ أجدادُك الأولونْ جميع الذين تمرّدتَ فيهم وأعلنتَ عصيانَهم للعيونْ سيأتونَ خلفك يستنشقونْ غبارَ دقائقك الميتاتِ على آخرِ الدربِ لو يعلمونْ : بأنك إن تعبرِ المنحنى ستزرعُ في أولِ الدرب ضوءاً وفي آخرِ الدربِ ضوءاً وتنسجُ بينهما الموطِنَا