اعتبر متخصص نفطي خيار السعودية ببناء مخازن إستراتيجية للنفط في اليابان هو مؤشر ثقة بين السعودية وأكبر مستورديها اليابان. وقال حجاج بو خضور في تصريح ل"الرياض" إن الخزن الإستراتيجي يمثل حمائية أمام حوادث النقل الطبيعية والسياسية التي قد تواجه عمليات نقل النفط بما يضمن استقرار الأسعار وعدم تأثرها بشكل واسع، حيث يتوقع أن ترتفع الأسعار إلى نحو (50-100%) على المدى القصير في حال تنفيذ التهديد الإيراني. وأشار إلى أن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز الذي يزود العالم بنحو (25%) من حجم السوق النفطية يدفع دول النفط داخل الخليج العربي إلى بحث خياراتها في حال تنفيذ التهديد، حيث يعتبر الخزن الإستراتيجي خارج منطقة المضيق أحد الحلول. وقال بو خضور إن التهديدات الإيرانية ليست وليدة اللحظة وهي تجدد من حين إلى آخر، وإن كانت في البداية في الغرف المغلقة والآن التهديدات معلنة. ونظراً لعرض المضيق الذي لا يتجاوز 6 أميال بحرية يعتبر التهديد الإيراني "جدياً" و له آثاره الواسعة اقتصادياً حيث ينقسم المضيق إلى ثلاث مناطق بالتساوي، ميلان لدخول الناقلات من الجنوب للشمال حيث مصادر النفط، وميلان لخروج الناقلات من الشمال إلى الجنوب حيث يخرج للأسواق العالمية، وميلان آخر يعتبر منطقة أمان. وتابع، كون الخيار العسكري سيواجه تدخلا عسكريا موازيا من المجتمع الدولي، فإن تفجير ناقلة أو ناقلتين هو الخيار الأقرب للتنفيذ من قبل إيران. ولفت إلى أن عملية إزالة الأنقاض لن تستغرق أكثر من أسبوعين أو ثلاثة وهو الأمر الذي يمثل ربع المدة التي يمكن بها تعويض القدرة التخزينية للدول المستهلكة للنفط، حيث ركنت الأخيرة إلى رفع طاقتها التخزينية من 30-60 يوماً وأكثر تخوفاً من أي عجز في الكميات المستوردة. كما أشار بوخضور إلى أن الخيارات الأخرى سوى الخزن الإستراتيجي خارج الخليج يتضمن مد خطوط نقل من الموانئ الشرقية للسعودية على الخليج العربي إلى الموانئ على البحر الأحمر في المنطقة الغربية، لكن قدرتها لن تتجاوز أكثر من 3 مليون برميل يومياً نظراً لمرونة موانئ المنطقة الشرقية أكثر من الغربية. في حين يمكن للعراق أن تستخدم خط أنابيب كركوك إلى جيهان في تركيا، أما الكويت فليس لها خيار إلا ب"الخزانات العائمة" والتي تصل حمولتها إلى نحو 20 مليون برميل. في حين أعلنت الإمارات أمس أنها ستمد خط أنابيب جديد لنقل النفط إلى الساحل الشرقي، سيدخل حيز العمل في مايو أو يونيو القادمين لينقل 1.5 مليون برميل يومياً. ويعد تحدي"أمن الطاقة" أكثر إلحاحاً في السنوات المقبلة، ذلك لأن حجم التجارة العالمية في مجال الطاقة سوف تنمو بشكل كبير، حيث تحمل ناقلات النفط يومياً نحو 40 مليون برميل. وبحلول عام 2020 سيقفز هذا العدد إلى 67 مليون برميل يومياً.