مع تنامي التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز مطلع هذا الأسبوع قامت الإمارات العربية المتحدة في هدوء بتحميل أولى شحناتها النفطية من مرفأ تصدير طال انتظاره على خليج عمان امس الاول. وتجمع مسؤولون نفطيون إماراتيون ومسؤولون تنفيذيون من شركات كبرى مثل اكسون موبيل وشل وتوتال على الساحل الشرقي للبلاد لافتتاح طريق بديل لما يصل إلى 75 بالمئة من صادرات النفط الإماراتية. ودخل حظر أوروبي على استيراد الخام الإيراني حيز التنفيذ في الأول من يوليو وتصعد إيران تهديداتها بتعطيل شحنات النفط من الخليج. وحذر مسؤولان عسكريان إيرانيان يوم السبت من أن إيران قد تمنع مرور النفط من الممر الملاحي المهم. وانتهت دولة الإمارات التي أقلقتها التهديدات الإيرانية من المشروع الذي طال تأجيله لضخ ما يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا إلى مرفأ تصدير بميناء الفجيرة شرق البلاد. وتأمل الإمارات عضو منظمة أوبك أن ترتفع الصادرات من المنشأة الجديدة خلال بضعة أشهر إلى نحو 1.5 مليون برميل يوميا أي نحو ثلثي صادراتها البالغة 2.4 مليون برميل يوميا ويمكن لخط الأنابيب أن يحمل ثلاثة أرباع صادرات النفط الإماراتية إذا لزم الأمر. وقال وزير النفط الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي "هذا مشروع استراتيجي للغاية. إنه يمنح عملاءنا خيارات لنقل كميات أكبر (من النفط)." وأضاف "أعتبره مشروعا تكميليا حتى يكون لدينا بديل... يمنحنا القدرة على الاختيار من أكثر من طريق تجاري." وينقل خط أنابيب أبوظبي الذي يمتد لمسافة 370 كلم النفط من حقول الصحراء الغربيةبالإمارات إلى الفجيرة وهي مركز رئيسي لتخزين النفط وتموين السفن على الساحل الشرقي. ويضم المرفأ الجديد أيضا ثمانية صهاريج لتخزين الخام سعة كل منها مليون برميل. وستتجه أول شحنة التي جرى تحميلها اول امس الاحد من النفط الذي تم ضخه من الحقول في الصحراء الغربية بالامارات إلى الفجيرة على الطرف الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة العربية إلى باكستان. وقال عبدالله ناصر السويدي رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بعد مراسم الافتتاح "سيجعل من الممكن اقامة مشروعات أخرى في هذه المنطقة وسيؤدي أيضا لتفادي المزيد من التأمين ويمنحنا القدرة على الوصول إلى البحر". وأضاف السويدي أن الصادرات من المنشأة الجديدة ستبدأ ببضعة مئات آلاف البراميل يوميا وترتفع تدريجيا خلال الشهور القليلة المقبلة. وحتى الان تعتمد الإمارات شأنها شأن قطر والكويت بشكل كامل على مضيق هرمز لتصدير خامها وسينهي خط الانابيب ذلك الاعتماد على شريان ملاحي تهدد إيران بشكل متزايد بإغلاقه مع تشديد الغرب عقوباته على صادراتها النفطية. وأوجدت السعودية أيضا بديلا قبل بضعة شهور يتيح تصدير مزيد من الخام من مرافئ على البحر الأحمر لو حاولت إيران اغلاق مضيق هرمز لكن باقي مصدري النفط في الخليج مازالوا يعتمدون على المضيق. وشكلت كميات النفط التي عبرت المضيق العام الماضي نحو 35 بالمئة من اجمالي شحنات النفط المنقولة بحرا أو نحو 20 بالمئة من تجارة النفط العالمية. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية جرى شحن حوالي 17 مليون برميل من النفط بين الطرف الشمالي لعمان والساحل الشرقي لإيران في 2011. وقال خادم عبدالله القبيسي العضو المنتدب لشركة الاستثمارات البترولية الدولية (ايبيك) "بنهاية العام سيصبح الخط قادرا على نقل 1.5 مليون برميل يوميا تمثل 70 بالمئة من الخام الإماراتي". وتولت ايبيك المملوكة لحكومة أبوظبي تنفيذ مشروع خط الانابيب بينما تقوم بتشغيله شركة بترول أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو) التابعة لأدنوك. وتعتزم ايبيك ايضا بناء مصفاة بتكلفة ثلاثة مليارات دولار في الفجيرة بطاقة 200 ألف برميل يوميا من المقرر الانتهاء منها منتصف 2016. وقال القبيسي إن المشروع مازال في مرحلة التصميم الهندسي الأساسي وان الانشاء لم يبدأ بعد.