وصف الباحث الدكتور فيصل الطميحي أن دراسته البحثية التي تمحورت حول (مسكوكات إمارة ابو عريش" بين 1215 1233 ه بتميزها بالجيد الجديد في سيقها، لكونها تعد الدراسة الوحيدة التي تبحث بشكل دقيق ومفصل في مسكوكات هذه الإمارة.. مشيرا إلى أن دراسته أماطت اللثام عن بعض الحقائق الغائبة والمتعلقة بحقيقة المخلاف السليماني وحدوده الجغرافية.. حيث تستطلع "ثقافة اليوم" حول العديد من المضامين الطميحي حول مضامين هذه الرسالة واهدافها وابرز توصياتها: * بداية حدثنا عن جوهر دراستك التي درست فيها هذا الموقع الأثري. - موضوع الدراسة مسكوكات إمارة أبو عريش في عهد الشريف حمود بن محمد الخيراتي، وهي الدراسة التي تمتاز بأنها جديدة كلية وتعد حتى إعداد هذا العمل، الدراسة الوحيدة التي تبحث بشكل دقيق ومفصل في مسكوكات هذه الإمارة، ، إذ إنه، وعلى حد علمي لم يسبق لأحد من الباحثين أن، تطرق من قبل، إلى هذا الجانب الحضاري لإمارة أبو عريش في عهد الشريف حمود، وذلك بسبب ندرة ما هو مكتشف من مسكوكات تنتمي لهذه الإمارة.. والتي أتمنى أن تكشف فيما يليها من دراسات عن أمور مجهولة تماما في هذا الجانب، لكثير من الباحثين في المسكوكات الإسلامية بصفة خاصة، والباحثين في التاريخ الحديث لشبه الجزيرة العربية بشكل عام. * كشفت الدراسة إحدى الحقائق التي ربما كانت غائبة عن أذهان البعض لاسيما حقيقة المخلاف السليماني وحدوده الجغرافية ماتعليقككم ؟ - بالفعل كشفت هذه الدراسة حقيقة المخلاف السليماني، وحقيقة حدوده الجغرافية، وأن هذا المخلاف ليس كامل منطقة جازان، حسب ما هو راسخ في الأذهان، بل جزء منها، ويقع إلى الشمال من مدينة صبيا، وهو ما يعرف في الوقت الراهن باسم المخلاف، ولعل في هذه النتيجة ما يؤيد ويعضد بعض النتائج، التي طرحها مؤخرا بعض الباحثين في دراساتهم، وبدأت تطفو على السطح، وهي نتائج ترتبط ارتباطا مباشرا بتصحيح بعض المعلومات التاريخية، التي تبَين أنها زائفة عن المخلاف السليماني، وهذه النتيجة التي توصلت إليها الدراسة، ستجعل تاريخ منطقة جازان في عصورها لإسلامية، على الأقل، في حاجة ماسة لإعادة قراءته ومراجعته بشكل متأنٍ، من أجل الوصول إلى الحقيقة التي هي مبتغى الجميع. * أوضحت الدراسة خطأ ماذهب إليه بعض الباحثين فيما يخص أبوعريش.. فهل يمكن كشف المزيد حول هذا التصويب التاريخي ؟ - أبانت الدراسة، عدم صحة ما ذكرته بعض الدراسات من أن أبو عريش هي ذاتها العرش التي ذكرها كل من الجغرافيَين اليعقوبي والهمداني، والذي جرى التيقن منه، وأبانته هذه الدراسة، هو أن العُرْش تقع على ساحل البحر الأحمر، في مكان ما، ما بين البلدتين الأثريتين الساحليتين، بلدة الشرجة، الواقعة في أقصى الجنوب من منطقة جازان، وبلدة عثر، الواقعة تقريبا في منتصف الشريط الساحلي للمنطقة، وهذه الدراسة بذلك تكون قد مهدت الطريق أمام من يريد أن يحقق موقع العُرْش. * ما أبرز النتائج التي حصلت عليها من مسكوكات إمارة أبو عريش وهو موضوع الدراسة البحثية ؟ - بعض هذه النتائج مرتبط بالتاريخ -أيضا- ولكنها نتاج للمعلومات التي أفادت بها مجموعة الدراسة من مسكوكات أمارة أبو عريش، وبعضها مرتبط بالأمور الفنية والتقنية التي تحتويها مجموعة الدراسة.. وقد كشفت الدراسة عن ظهور ثلاثة وثلاثين طرازا، وذلك حسب الفروقات الأساسية التي ظهرت عليها طرز النقود الصادرة من كل دار من دور السك في إمارة أبو عريش، كما كشفت الدراسة أن الشريف حمود، قد أصدر نوعين مؤكدين من النقود هما: البارة الفضية، والبقشة التي هي خليط من معدني الفضة والنحاس، وتحتوي مجموعة الدراسة على كلا النوعين، وهناك نوع آخر من معدن النحاس، ويعرف بالحرف، وان كانت المجموعة لاتحتويه، إلا أنه تم الاستشهاد منه بقطعة نحاسية ضرب أبو عريش، وقد أشير إلى ذلك في متن الدراسة، كما كشفت الدراسة أن الطريقة التي استخدمت، بشكل كلي، في إنتاج كامل المجموعة، هي طريقة الطرق على القالب، كما كشفت الدراسة عن الشريف حمود نتائج من خلال النقود التي جرى سكها في ذلك العام، وهذا بالطبع يصحح المعلومات التاريخية، التي اعتمدها الكثير من الباحثين.. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة .. النقود التي تحمل أسماء كل دور السك الأربعة، التي كانت قائمة في إمارة أبوعريش، في عهد الشريف حمود، وهي دور السك التي تحدث عنها عاكش وقام بتعدادها، وهي أبو عريش، وزبيد، والزهراء، ومختارة. كما أبانت الدراسة أن دار السك أبو عريش لم يسبق لها أن ظهرت من قبل، على نقود أي من الأسرات الحاكمة التي سيطرت على المنطقة، أما الزهراء ومختارة، فالاثنتان من اختطاط الشريف حمود، وبالتالي فإن ظهورهما على النقود الإسلامية، بصفة عامة، يعد جديدا، وهذه الدراسةً لها الأسبقية في تسجيل ظهور أسماء دور السك الثلاث على النقود وبشكل مطلق.. كما أنه من النتائج المهمة، والمثيرة للاهتمام، التي كشفت عنها الدراسة، أن الشريف حمود، وعلى العكس مما هو متوقع، لم يسجل اسمه مطلقا على أي من نقوده الصادرة من كل دور السك الأربع التي تحمل نقود المجموعة أسمائها، واكتفى الشريف حمود، عوضا عن ذلك، بتسجيل سلسلة جميلة من التواقيع البالغ عددها ثمانيةٍ، مهر بها جميع نقوده الصادرة من دور سك النقود الأربع الواقعة في إمارته.