إن المتتبع لمسيرة البناء والتقدم في هذا الوطن الغالي يلحظ أموراً عدة تدل على الدعم السخي والبذل اللامحدود من قبل قيادة هذه الدولة المباركة، وتبرز في جوانب مختلفة وعلى وجه الخصوص في الجانب الاقتصادي، وبالتحديد في مجال التعليم، حيث إن الاهتمام بالصرف على التعليم، وأخص هنا التعليم العالي يتدرج بصورة ملفتة لأنظار المختصين وغيرهم من عامة الناس، فقد زاد الدعم في السنوات الأخيرة وبنسب عالية جدا مما أدى إلى التوسع في انتشار الجامعات في وطننا العزيز فمن بضع جامعات إلى أربع وعشرين جامعة حكومية ومثلها جامعات وكليات أهلية. وكما يقال الأرقام لا تُكذب فمع أول ميزانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) خصصت الدولة للجامعات السعودية تقريباً (13.364.782.000) ريال. وفي ميزانية هذا العام (42.603.002.000) ريال، أي بنسبة زيادة تصل إلى أكثر من (300%)، هذا بخلاف ما خصص لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، إن هذه القفزات المالية الهائلة، تؤكد وبما لا يدعو للشك أن حكومة المملكة حرسها الله تعنى عناية فائقة بالتعليم عموماً وخاصة التعليم الجامعي لما له من دور رئيس في بناء وتأهيل الإنسان ليكون مؤهلاً تأهيلاً علميا عاليا، ويستطيع أن يسهم ويشارك في تنمية الوطن والحفاظ على مكتسباته ومقدراته، ويكون قادراً على أداء واجبه في خدمة دينه ووطنه وولاة أمره، والنهوض بأمته، في ضوء تعاليم الدين وعقيدته السمحة، حيث يتيح هذا النوع من التعليم الفرصة أمام النابغين لمواصلة تعليمهم في التخصصات العلمية المختلفة ويقوم بدور إيجابي في مجال البحث العلمي الذي يسهم بشكل مؤثر وفعال في التقدم العالمي وابتكار المخترعات وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل العصر ومتطلبات الحياة المختلفة، ويقود إلى مجتمع المعرفة، من خلال الاهتمام بالعلوم والمعارف والمهارات واتجاهات التقنية المختلفة، كما أن التعليم العالي يسعى للنهوض بحركة التأليف والإنتاج العلمي وهو ما يمكن الدولة من القيام بدورها القيادي لبناء الحضارة الإنسانية على مبادئ الإسلام السمحة. شكر الله لكم يا خادم الحرمين الشريفين هذا الدعم الكريم، فقد بذلتم وأعطيتم بكل سخاء في سبيل بناء إنسان هذا الوطن وبلوغه درجات المجد والعليا، وبقي دورنا نحن منسوبي التعليم العالي أن نكون دائماً وفق تطلعات قيادتنا الحكيمة وأن نعي أهمية الدور والمسؤولية الملقاة علينا في تنفيذ ما يعتمد من مشروعات وبرامج في الوقت والمكان المحددين، لينعكس ذلك بإذن الله على شبابنا وشاباتنا بالنفع والفائدة والذي بدوره يجر الخير والنفع لهذه الدولة المباركة، لنقف صفا واحداً مع قيادتنا والمتسنمين زمام الأمور في هذا القطاع الحيوي الهام وفي مقدمتهم معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف ومديري الجامعات وكل من له صلة أو مسؤولية صغرت أم كبرت، كما أوجه هنا أبناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات باستغلال الفرص المتاحة والاستفادة مما يقدم ويهيأ في أروقة الجامعات من وسائل وعلوم ومعارف وأساتذة وخبراء، ليستفاد من ذلك كله وينعكس على مستقبل مشرق لهم ولوطنهم، حمى الله هذا الوطن وقيادته من كل سوء، ووفق معالي الوزير والعاملين معه في قيادة دفة التعليم العالي في وطننا الغالي. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية