تلاقي الكنيسة المارونية اللبنانية من خلال "الجامعة الأنطونية" مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول " حوار الأديان والثقافات" التي أطلقها للمرة الأولى عام 2008 من خلال الإعداد لمؤتمر يتناولها بدأ الإعداد له عمليا، وقد أبلغ أمين عام اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي- الإسلامي الأب أنطوان ضو سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري بمضمون هذا المؤتمر عارضا لتلقف الجامعة للمبادرة في زيارة قام بها أمس للسفير عسيري في مقر السفارة في قريطم. واعتبر ضو أن "هدف المؤتمر يتمثل بتفعيل ثقافة الحوار والإسهام في تعزيز التواصل المسيحي الإسلامي انطلاقا من مبادرة خادم الحرمين الشريفين بغية بلورة مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز واعتمادها إطارا لأنشطة حوارية مستقبلية في لبنان والخارج". من جهته، أكد السفير عسيري أن " الدين الإسلامي يحترم جميع الأديان، وان الإسلام براء من العديد من الأفكار التي ألصقت به جزافا، والمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز- حفظه الله- لحوار الأديان والثقافات تعبّر عن الصورة الحقيقية لهذا الدين الحنيف، الذي يدعو الى الانفتاح والتفاعل مع الآخر وتقديم الافضل للإنسانية جمعاء". الأب أنطوان ضو ضو: مبادرة الملك كانت مميزة خصوصاً وسط بيئة عدائية تجاه الإسلام وفي لقاء مع "الرياض" فصّل الأب أنطوان ضو خلفيات هذا المؤتمر وتصوره لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، لافتا الى أن " الملك عبد الله بن عبدالعزيز قام بمبادرة عالمية عربية إسلامية حول حوار الثقافات والحضارات عام 2008 عندما زار قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر في زيارة تاريخية يقوم بها لأول مرة ملك سعودي الى الفاتيكان، ودعا الرجلان الى التلاقي بين الأديان والسلام بين الحضارات. بعدها دعا جلالة الملك الى تنظيم مؤتمر مدريد حول حوار الأديان والثقافات أعقبه اجتماع بالموضوع ذاته في الأممالمتحدة عام 2009". ويلفت الأب ضو الى أن "مبادرة الملك كانت مميزة وخصوصا وسط البيئة العدائية تجاه الإسلام التي تسببت بها حوادث 11 أيلول 2001 في الولاياتالمتحدة الأميركية". مع مرور الوقت تكشفت أكثر فأكثر فرادة المبادرة الملكية السعودية واهميتها، "من هنا تلقفتها الجامعة الأنطونية التابعة للرهبنة المارونية من منطلق كنسي يؤمن بالعلاقات المميزة مع الإسلام وخصوصا أن للجامعة خبرة طويلة بالعلاقات الإسلامية المسيحية تعود 300 عام". ويشير الأب ضو:" وجدنا أن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز لم تلق ما يلزم من متابعة وعمل وهي يمكن أن تكون منطلقا لورشة فكرية واسعة، ورأينا أنه يمكن للبنان تفعيل هذه المبادرة أكثر من أي بلد عربي أو إسلامي آخر". يضيف:" إحساسنا قوي جدا تجاه طرح هذه المواضيع الهامّة وإظهار الإسلام والمسيحية بأنهما يستطيعان أن يعملا من أجل العدالة والسلام ووقف الحروب والعنف".