قدم رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد نموذجا رائعاً في فنون إدارة الأندية الرياضية، ونقل "الزعيم" من مرحلة الفوضى الإدارية إلى الإدارة الاحترافية التي تتعامل مع الجميع وفق مصلحة النادي في الدرجة الأولى، فخلال الثلاث سنوات الماضية لاحظ الجميع اختلافا كبيرا في تعامل الإدارة مع اللاعبين المحليين والأجانب؛ فالهدف كان واضحا وهو مصلحة الهلال؛ فياسر القحطاني الذي وقع للهلال أربع سنوات بمبلغ قارب الخمسة عشرة مليوناً انتقل للعين الإماراتي إعارة لمدة سنة بمبلغ قريب من هذا المبلغ وخالد عزيز الذي انتقل للشباب استفاد الهلال من هذا الإجراء وهاهي الإدارة تنتظر مبالغ انتقال البرازيلي نفيز وقبله الاستفادة من انتقال الروماني رادوي وويلهامسون كل هذه المؤشرات تؤكد احترافية الإدارة ونجاحها في التفاوض مع الأندية والسماسرة. هذه النجاحات الكبيرة التي سجلتها إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد خلال الثلاث سنوات الماضية، وتستحق عليه الإدارة الإشادة والتقدير تلاشت أمام تفاوض الإدارة مع المدافع أسامة هوساوي الذي أعلن منذ اللحظة الأولى انه يفكر في مصلحته فقط ولا يهمه الهلال، وهذا حق من حقوقه فنحن في زمن الاحتراف، وكل لاعب لابد أن يفكر في نفسه، ولكن لابد أن يكون واضحا مع ناديه الذي قدمه للمجتمع، ونقله من نادي مغمور يصارع من اجل البقاء إلى منصات التتويج، وتحقيق الألقاب الشخصية مع نادٍ خلال الثلاث سنوات الماضية لم يغب عن شمس البطولات، وأنا هنا لا اقلل من قيمة هوساوي فهو مدافع متميز ومنضبط وطوَّر نفسه واستفاد من الإمكانات الكبيرة في الهلال، ولكن كنت أتمنى من هوساوي الوضوح؛ فالهلال لم يرفض رغبة اللاعب في الاحتراف الخارجي، وطلب منه التجديد لمدة خمس سنوات برقم مالي كبير والاحتراف الخارجي بنظام الإعارة إلا انه رفض في إشارة منه إلى لا لمصلحة الهلال من الإعارة أو العودة في حالة عدم النجاح. الإدارة الهلالية التي نجحت في مفاوضات عدة موقفها غريب جدا مع لاعب لم يكن وفيا مع نادٍ قدم له الكثير وإدارته تعاملت معه برُقي، وقدمت له جميع العروض والحلول التي تضمن استفادة اللاعب والنادي، ولكن اللاعب لم يقدر ذلك؛ فالعروض الخارجية غامضة حتى الان والعروض الداخلية من تحت الطاولة بدأت تظهر، وهنا كان حريًا بإدارة الهلال أن تكون أكثر صرامة وتبحث عن مدافع أجنبي مميز؛ فالفريق بحاجة إلى مدافع، وفترة الانتقالات الشتوية على الأبواب، والبحث عن لاعب مميز يحتاج إلى وقت طويل جدا فبقاء هوساوي حتى نهاية عقده غير مجد، ولن يخدم الفريق، فتفكيره سيكون مشتتاً بين العروض الخارجية والداخلية. الروماني رادوي قابل رُقي تعامل الإدارة الهلالية برد الجميل ووقع للهلال سنة إضافية وأبدى رغبته بالانتقال للعين حتى يستفيد الهلال من الصفقة، وهوساوي الذي قدم له الهلاليون الكثير يعلنها صريحة منذ اللحظة الأولى "لن يستفيد الهلال من صفقة انتقالي خارجيا أو محليا"، ومع هذا لايزال الهلاليون ينتظرون قراره. التاريخي. -باختصار * تراجع المسؤول عن قراره وإعادة مكبرات الصوت يعني عودة الفوضى والإزعاج والصداع وتجاوباً مع شريطية الحراج! *اتحادات كرة القدم في الدول الاخرى تسعى لفرض المزيد من الأنظمة القوية ضماناً لنجاح دوريها والعمل الاحترافي داخله، واتحاد الكرة السعودي يعلن تراجعه بقرار لجنة الاحتراف تسهيل مهام الاندية غير الملتزمة بسداد مستحقات مدربيها ولاعبيها!