محمد الدعيع .. يصعب أن تكتب عن نجم بقامته .. كل الكلام مكرر .. وأي لقب أو وصف جديد هو ليس بالجديد ولايضيف له الكثير لأنه حاز على كل مايحلم به لاعب الكرة في كل الأزمان .. لم يمر على الكرة الآسيوية حارس يحفظ تفاصيل المرمى كما يحفظها أبوعبدالعزيز .. كنت شخصياً قد لقبته في مداخلة تلفزيونية ببرج الوطن .. برج يضاف لبرج المملكة والفيصلية .. لأن قامته أعلى من أن يصل إليها أحد .. ولأنه شاهد حضاري ورمز رياضي تفخر به رياضة الوطن على مر التاريخ مثله مثل النوادر الرياضية التي مرت في ذاكرتنا ورسمت بعرقها خطوط ونقوش العبقرية الرياضية على كل الميادين .. والشيء الذي يستحق التحدث عنه في يوم وداع العملاق هو أن الدعيع نبتة شمالية عبقة كعطر الخزامى والشيح والنفل .. نبتة أصيلة فاح عطرها من قلب حائل حتى آخر حدود الحلم .. وهو كرم حاتمي قدمه الطائي هبة لرياضة الوطن ولعمادة العالم وسحر المتعة الكروية الفائقة الإبهار .. وعليه أتمنى أن يلتفت الرياضيون والقيادة الرياضية بالتحديد لمدن الأطراف والمناطق التي لايسمع صوتها في الإعلام للبحث عن نبتات لاتشبه غيرها .. ومواهب من الممكن أن تسير على خطى الدعيع ومثله من العمالقة .. وبالعودة إلى النجم الكبير في يوم الوداع أقول إن المتابع الرياضي عادة يذهب إلى الملعب لمشاهدة لاعبي الوسط والهجوم والاستمتاع بمهاراتهم وإبداعهم وأهدافهم إلا في حالة الدعيع محمد .. فالجمهور يطرب كلما قفز ويصرخ كلما استبسل وكأنه يصفق لهدف .. لأن الدعيع الموهوب غير من النظرة العامة إلى حراس المرمى وسحب المتعة واتجهت له الأنظار .. وقبل الدعيع كان الناشئة حينما يبدأون تعلم كرة القدم يرفضون مركز حراسة المرمى لأنه المركز الذي لايبهر ولايظهر منه نجم .. وبعد الدعيع تسابق الصغار للفوز بالمركز وكل يحلم أن ينصفه الحلم ليكون يوماً كالدعيع أسدًا شرساً تصفق له الجماهير وتهتف باسمه .. وداعاً ابوعبدالعزيز .. فقد قدمت لنا أكثر من أحلامنا فأسأل الله أن يوفقك في حياتك أينما اتجهت .. أكاديمية الدعيع نصاب بخيبة أمل كبيرة حينما يتجه عباقرة كرة القدم السعودية إلى التحليل الرياضي ويلبسون الشماغ ويتخلون عن كرة القدم .. لاعب مهاري بحجم يوسف الثنيان اعتزل وغاب عن التواجد إلا في حضور بسيط في التحليل الرياضي في الوقت الذي كنا ننتظر من هذا العبقري والفيلسوف أن يشرف على أكاديمية رياضية لتعليم الصغار فنون الكرة والمهارات الحقيقية التي فقدت في زمننا الحالي .. والمشكلة ستتكرر مع محمد الدعيع الذي اتجه للقنوات الفضائية وترك الملعب ومعه سنفقد أفضل مدرس حقيقي لحراس المرمى .. وهنا أنا لاأطالب اللاعبين المتميزين بافتتاح أكاديميات فالأمر يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة ولكني أتمنى أن تتبنى رعاية الشباب أو أن يتبنى رجال الأعمال افتتاح هذه الأكاديميات الخاصة بأشراف وتدريب مباشر من اللاعبين المهرة حتى نختصر الزمن لخلق ظواهر كروية بشكل مستمر لا أن ننتظر الأيام لعلها ترسل لنا أحدهم ..