تبدأ عملية انتخاب رئيس اميركي جديد كل اربع سنوات في مجالس الناخبين (كوكوس) في ايوا وهي طقس يعتبره البعض غريبا لكنه محوري في تحديد طريق المرشحين الى البيت الابيض. ويجتمع الناخبون في الولاية الريفية بمجملها في وسط الغرب الاميركي في اقبية الكنائس وقاعات محاضرات المدارس وحتى في بعض الدور الخاصة لاجراء ما يعتبر بعضا من اهم واغرب مراحل الانتخابات الاميركية. ويختار الناخبون الجمهوريون مرشحهم لمواجهة باراك اوباما في انتخابات نوفمبر الرئاسية فيما سيؤكد الديموقراطيون في تجمعات انتخابية اخرى للناخبين اختيارهم اوباما مرشحا لحزبهم لولاية ثانية من اربع سنوات. وتملك ايوا التي تشكل ولاية انطلاق الماراثون الانتخابي الاميركي منذ 1972 دورا ينتقده البعض بانه مضخم في اختيار المرشحين المشاركين في انتخابات نوفمبر. وامضى المرشحون الجمهوريون الستة الطامحون الى تمثيل حزبهم في الانتخاب الرئاسي الكثير من الوقت في ايوا بلغ احيانا سنوات لجذب الناخبين استعدادا لتجمعات منذ أمس الثلاثاء. وهذه الولاية تندرج من ضمن حفنة من الولايات التي تشهد تجمعات الناخبين هذه الاكثر شخصية، عوضا عن الانتخابات التمهيدية. وتعتبر هذه الاجتماعات "تجمعات للجيران" حيث يعلن المشاركون صراحة تأييدهم لمرشح يختارونه. والطقس الذي يتطلب خروج الناخبين من منزلهم ليلا في الصقيع لحضور خطابات تستغرق ساعات حول المرشحين قبل تصويتهم يضمن مشاركة الانصار الاكثر اخلاصا. ويصوت الناخبون الجمهوريون لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية ويبدو ميت رومني الاوفر حظا للفوز في الاقتراع لتمثيل الحزب في مواجهة باراك اوباما. وقبل 24 ساعة من الاقتراع، ما زال ميت رومني المرشح الاوفر حظا. وقد هاجم امام حوالى 300 شخص في ملايف قرب دي موين الرئيس اوباما مجددا وتجاهل خصومه الجمهوريين. وقال رومني ان "هذا الرئيس لم يسبب الانكماش لكنه جعله اسوأ". ويفيد معدل استطلاعات للرأي اجراها مؤخرا موقع "ريلكليربوليتيكس" ان رومني سيحصل على 22,8 بالمئة من الاصوات متقدما على رون بول (21,5 بالمئة) وريك سانتوروم (16,3 بالمئة) المسيحي المحافظ الذي سجل صعودا مفاجئا في الايام الاخيرة. وفي هذا الاقتراع الذي تبدو نتائجه غير محسومة، غير ريتشارد بول (45 عاما) وهو ناخب جمهوري في دي موين رأيه وسيصوت لسانتوروم. وفوز اي مرشح في ايوا لا يضمن اختياره في النهاية لكنه يزيد من فرص نجاحه. اما الفشل فقد يقضي على فرص الفوز. وبعد ايوا ونيو هامشير في العاشر من يناير، ستجرى انتخابات تمهيدية في كارولاينا الجنوبية في 21 يناير ثم فلوريدا في 31 من الشهر نفسه.