ازدادت وتيرة التأزم بين حركة الإخوان المسلمين في الأردن والفعاليات السياسية الأخرى أمس مع اطلاق تجمعات شبابية موالية تهديدات باحراق جميع مقرات الحركة في حال اصرت على الاستمرار في المسيرات المعارضة، فضلا عن اتهام البرلمان في بيان لهم للإخوان بأنهم يسعون لعسكرة الحراك السلمي المطالب بالاصلاح. وبات التوتر السمة الغالبة للعلاقة بين "الإخوان " و"مراكز صنع القرار في البلاد، بعد احراق مقر حزب جبهة العمل الاسلامي - الذراع السياسي للحركة - في مدينة المفرق شرقي البلاد قبل أسبوعين، واصابة ثلاثين من أعضاء الحركة بجروح. الحركة الاسلامية من جانبها رفضت استهداف عناصرها في المسيرات ممن أسمتهم الحركة "بالبلطجية والزعران"، ودعت الى مسيرة حاشدة الأسبوع الماضي شارك فيها قرابة (12) الف متظاهر وبدت كاستعراض عسكري اكثر منه مسيرة، وهددت "بمحاسبة كل من تسول له نفسه بالمساس بأعضاء الحركة وتعهدت بحمايتهم من البلطجية والزعران في ظل غياب الحماية لهم من الدولة". الخروج بآلاف المتظاهرين وسط العاصمة وبخطاب ارتفع سقفه ضد الدوائر الأمنية في البلاد دفع بالاعلام الرسمي إلى مهاجمة الاخوان اعلاميا واتهامهم "بالقيام باستعراضات عسكرية مشابهة للدول الطائفية "، والتحريض عليهم باتهامهم "بالرغبة في الانقضاض على الحكم والسيطرة عليه". اللافت أن حكومة عون الخصاونة اتهمت "مراكز نفوذ في الدولة بالتحريض على الاسلاميين"، وهو ما يؤشر إلى خلافات داخل جسم الدولة نفسها بخاصة بين الاجهزة الامنية والحكومة على الولاية العامة، وهو ما دفع الخصاونة الى اعادة جميعة المركز الاسلامي الخيرية للإخوان بعد مصادرتها في عام 2006 منهم. الخبراء السياسيون أمثال الخبير في شؤون الحركات الاسلامية الدكتور محمد أبو رمان والكاتب فهد الخيطان حذروا "جميع الأطراف من جر البلاد الى فتنة لا تبقي ولا تذر ولا يرغب الأردنيون بها لتوافقهم جميعا على حكم الهاشميين". وما يؤكد أن الزمة باتجاه التصاعد أن الناطق باسم "تجمع شباب الولاء للوطن وقائد الوطن" يوسف الصواف هدد أمس "بحرق جميع مقار حزب جبهة العمل الإسلامي في حال واصل الحزب الخروج في مسيرات معارضة". وقال "سنبدأ بحرق مقر الجبهة في العبدلي - عمان - في حال الخروج في أية مسيرة". وأشار الصواف إلى أن هذا الاعتصام يأتي رفضا للمسيرات التي تقوم بها الحركة الإسلامية، وخاصة المسيرة التي نفذها الحزب الجمعة الماضية تحت عنوان "طفح الكيل". ووصف المسيرة التي نظمتها الحركة الاسلامية احتجاجا على حرق مقر الاسلاميين في المفرق بأنها "استعراضا عسكريا مرفوض"، متهما جبهة العمل الاسلامي" بنشر ميليشيات تهدف إلى ترهيب المناهضين لهم". يضاف إلى ذلك أن مجلس النواب استهجن "المسيرة التي نظمتها الحركة الاسلامية بطريقة استفزازية اذ جابوا شوارع العاصمة الحبيبة عمان بعرض عسكري منظم". ورأى المجلس ان "هذا العرض المستنكر والمدان، قد حول الحراك المطالب بالاصلاح من حراك شعبي سلمي الى حراك فئوي عسكري".