تباينت ردود أفعال المثقفين السعوديين عقب انتهاء ملتقى المثقفين الثاني والذي اختتم فعالياته مؤخرا في مركز الملك فهد الثقافي وكان حافلا بالعديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية . حيث انتقد العديد من المثقفين والأدباء عدم فعالية الملتقى وأن الجهود المبذولة لتنظيمه لم تكن كافية بينما اعتبر البعض أن هذه المناشط الثقافية تساعد على تطوير المشهد الثقافي وتكون فرصة للتواصل الفكري بين المثقفين ومناقشة القضايا الثقافية الخاصة . وتساءل آخرون ماجدوى تلك الملتقيات بدون أن تحقق أي مخرجات نشاهدها على الصعيد الثقافي واستهلت الدكتورة عائشة الحكمي رئيسة اللجنة النسائية في نادي تبوك حديثها قائلة ( بلا شك إن المؤتمر لا بد أن يثمر عاجلا أوآجلا فليس من المعقول أن نغفل ايجابياته ؛ فكم هو مهم أن يجتمع أبناء الأمة للتدارس والتباحث في كل مفيد لهم ولوطنهم ,,, مثل هذه الاجتماعات تتوطد أواصر الأخوة وتتقارب وجهات النظر وتسود المحبة بينهم وهذا من شانه يعزز الأفكار التي تسعى الوزارة إلى استخلاصها من حواراتهم ونقاشاتهم وأبرزها للتنفيذ موضحة أن المؤتمر اختتم بتوصيات عميقة وقوية مهمة للانطلاق لتحقيق إستراتيجية ثقافية وطنية على مشهد ومرأى المثقفين لكنها توصيات أشعرت المثقفين بصعوبة تنفيذها قريبا نظرا لحاجتها الطبيعية إلى زمن والإنسان دائما في عجلة من أمره ، وأمر الثقافة ليس بالأمر السهل يحتاج إلى تخطيط ودراسات حتى تظهر النتائج مثمرة . وقد شاهدت صوت اليأس يتصاعد من أفواه بعض المثقفين في عدم الجدوى من التوصيات المعلنة نظروا لها بأنها حبر على ورق ، واستبعدوا أن يبت فيها . وتؤكد الحكمي بأن الحرص على هذا التجمع وتهيئة الأجواء الحوارية الصافية لم يأت من فراغ إذ يؤكد عزم قيادات وزارة الثقافة والإعلام على التأسيس الجيد للبنى التحتية لاستراتيجية ثقافية تحقق كل الطموحات والتي من المهم أن نتركهم يعملون ثم ننتظر نتائجها لأن التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر ليست سهلة أو بسيطة بل تتطلب جهدا ووقتا لكي تظهر ماثلة للعيان ، ولا بد أن نتذكر أن كل مشروع صعب مثل مشروع توصيات المؤتمر لا بد أن تواجهه عقبات لذلك يتطلب المراقبة والمتابعة من كل المثقفين وإشعار الوزارة بأهمية تلك التوصيات والإصرار على تنفيذها ومن جانبها قالت شيمة الشمري عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي (إلى متى ونحن نتلقى أكثر مما نعطي ونحاور ونناقش ملتقى المثقفين كل سنة وتظاهرة ثقافية جميلة ومن الممكن أن تثمر الجهود لوسارت في مسارها الذي نرجو ونأمل )..؟! وتتابع الشمري (من العجيب أن يحضر المثقف ليلقي ورقته التي وضع بها جهده ويفاجأ بحضور ضئيل ومقاطعة مستمرة وتذكير بالوقت ، وحقيقة لم نعط الوقت الكافي للمناقشات والمداخلات لنخرج بالفائدة المرجوة ولتكون الجلسة أكثر فاعلية ) ومن جانبها قالت الإعلامية أمل الحسين إن الملتقى كان فاعلا ومؤثرا على جميع الأصعدة وشموليا متعدد الاهتمامات والتي منها المسرح والفنون التشكيلية وثقافة الطفل ولكن ما أثار دهشتي هو قلة الحضور فغالبية الفعاليات لم يحضرلها سوى ذوي الشأن ولا أعرف لماذا لانتعامل مع مطالبنا باهتمام أكبر.. أم أننا أدمنا المطالبة بأمور معينة وعندما أتيحت الفرصة لم نجد الحضور الكافي .