توجه مراقبون عرب لثلاث مدن سورية أخرى أمس للتأكد مما إذا كانت القوات الحكومية ملتزمة بخطة السلام بعد أن تكالب محتجون يطلبون الحماية على الوفد الذي توجه إلى حمص محور الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية قتلت ثمانية على الأقل أمس عندما أطلقت النار على احتجاجات مناهضة للحكومة في مناطق عدة في أنحاء البلاد. ويزور وفد جامعة الدول العربية مدن درعا وحماة وإدلب التي تقع في مناطق تشتعل بها الاحتجاجات بامتداد 450 كيلومترا من جنوب سوريا إلى شمالها. وحمص هي في قلب الاحتجاجات وكانت بداية مهمة المراقبين العرب فيها مثيرة للجدل عندما قال رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي إنه لم ير شيئا «مخيفا» في أولى جولاته في حمص. ويقول نشطاء المعارضة إن حمص كانت الأكثر تضررا من العنف منذ بدء الانتفاضة قبل تسعة أشهر وان القوات السورية استخدمت الدبابات وقتل اكثر من 30 شخصا قبل يوم من وصول المراقبين. وبعثة الجامعة العربية هي أول مشاركة دولية على الأراضي السورية منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد والتي قتل خلالها الآلاف في حملة قمع شنها الجيش على المحتجين المناهضين لحكم أسرة الأسد المستمر منذ 41 عاما. من ناحيتها، طالبت حكومة برلين سوريا بتسهيل وصول بعثة المراقبين العرب للمعارضين والسجناء في سوريا. وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين إن وزير الخارجية جيدو فيسترفيله طالب حكومة دمشق بالسماح للمراقبين العرب بالوصول إلى «جميع النقاط المفصلية في سوريا.. وليس فقط الوصول إلى مدن حساسة مثل حمص وغيرها من المدن .. بل توفير إمكانية وصول ممثلين عن المراقبين للمعارضة بلا عائق والوصول للمجتمع المدني والتحدث أيضا مع معارضين أودعهم النظام في السجن». وفي الوقت ذاته حثت الخارجية الألمانية مراقبي جامعة الدول العربية بعدم التعجل في الإعراب عن رضاهم إزاء الوضع في سوريا «وينتظر فيسترفيله من أعضاء بعثة المراقبين أن يؤدوا عملهم بشكل دقيق.. وأن ينقلوا صورة واضحة وغير مجملة عن الوضع في سوريا» حسبما أوضح المتحدث. وأضاف المتحدث:»المهم هو أن ينتهي استخدام العنف مع بدء البعثة عملها حسبما ينص بروتوكول البعثة وأن يتم الإفراج عن السجناء السياسيين». وكان تيار (بناء الدولة السورية) المعارض قد انتقد السلطات السورية لمنعها وسائل الإعلام التنقل بحرية ومرافقة وفد الجامعة العربية، وفق البروتوكول الموقع معها. وقال التيار في بيان أمس ان « الحكومة السورية لا تلتزم ببنود الاتفاق مع جامعة الدول العربية، فلا تفسح المجال أمام وسائل الإعلام للتنقل بحرية في جميع مناطق البلاد». واضاف ان «السلطات السورية، وتحديدا وزارة الإعلام، لا تعطي تصاريح للصحافيين العاملين الآن داخل البلاد لمرافقة بعثة الجامعة، وبالأخص مراسلي المؤسسات الإعلامية العربية». واوضح «نحن نتمسك بإتاحة المجال لجميع الصحافيين والمؤسسات الصحافية بتغطية الأوضاع في جميع مناطق الاحتجاجات ورصد ما يدور فيها من أحداث». وسمحت وزارة الاعلام السورية اليوم الخميس لبعض المحطات التلفزيونية التي (قدمت من خارج سورية) لمرافقة البعثة العربية الى مدينة حمص. اعتصام للمتظاهرين في معرة النعمان حيث طالبوا بتنحي الأسد. (رويترز)