(رويترز) - حثت الجامعة العربية الحكومة السورية يوم الاحد على وقف العنف ضد المحتجين والسماح للمراقبين التابعين لها في سوريا بالعمل بشكل اكثر حرية لكنها لم تصل الى حد طلب المساعدة من الاممالمتحدة . وجاء نشر المراقبين العرب الشهر الماضي في سوريا للتحقق من مدى احترامها لتعهدها بانهاء الحملة الامنية التي تشنها ضد الانتفاضة الشعبية التي تقول الاممالمتحدة ان اعمال العنف المستمرة فيها اسفرت عن مقتل اكثر من خمسة آلاف شخص. وبعد اجتماع تمهيدي في القاهرة يوم الاحد قالت اللجنة الخاصة بسوريا في الجامعة العربية ان الحكومة السورية لم تف سوى بشكل جزئي بتعهدها بإنهاء قمع الاحتجاجات السلمية وسحب قواتها العسكرية من المدن والافراج عن المحتجزين السياسيين. وقالت الجامعة في بيانها الختامي انها ستزيد عدد المراقبين الذين يبلغ عددهم في الوقت الحالي 165 مراقبا وتعطيهم المزيد من الامكانيات متجاهلة دعوات لانهاء ما وصفه نشطاء سوريون بأنها مهمة غير فعالة تمنح الرئيس السوري بشار الاسد وقتا لقمع معارضيه. وقال مسؤولون بالجامعة العربية ان استمرار بعثة المراقبين التي تقدم تقريرها الكامل في 19 يناير كانون الثاني مرهون بمدى التزام الحكومة السورية بانهاء العنف واحترام وعودها. ومن المقرر ان يناقش وزراء الخارجية العرب تقرير البعثة يومي 19 و20 يناير كانون الثاني. وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا انه اذا قال التقرير ان العنف لم يتوقف سيكون على الجامعة العربية مسؤولية العمل بناء على ذلك. واضاف ان الجامعة يجب ان تكون واضحة وأمينة مع الشعب السوري. ولم يقل الشيخ حمد ما الذي يمكن ان تفعله الجامعة العربية لكن عدم التزام الاسد بخطة السلام ادى في نوفمبر تشرين الثاني الى تعليق عضوية سوريا في المنظمة التي تضم 22 دولة. كما طالبت الخطة العربية حكومة الاسد ايضا بالسماح بالاحتجاجات السلمية والبدء في حوار مع معارضيه والسماح للصحافة الاجنبية بالتحرك بحرية في البلاد. ووافقت سوريا لكن هذا التعهد لم ينفذ بعد. واقترحت قطر - التي انتقدت اداء بعثة المراقبين - دعوة فنيين وخبراء حقوق انسان من الاممالمتحدة لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما اذا ما كانت سوريا احترمت تعهداتها. وقال الشيخ حمد انه لم تتم الموافقة بعد على ارسال افراد. وعندما سئل عن اذا ما كان ذلك ممكنا في المستقبل قال ان الامر رهن بتطور الاحداث. ودعا بيان الجامعة العربية المعارضة السورية الى تقديم رؤيتها السياسية لمستقبل سوريا وطلب من الامين العام للجامعة عقد اجتماع للمعارضة السورية. وتجمع نحو 50 من معارضي الاسد خارج الفندق الذي يعقد به الاجتماع بالقاهرة وراحوا يرددون هتافات مناهضة للاسد. ولوح البعض برسوم ساخرة للاسد شبهته بدراكولا مصاص الدماء. وانتقد نشطاء المعارضة السورية اخفاق الجامعة العربية في اتخاذ خط اكثر حزما تجاه الاسد. وتأمل بعض جماعات المعارضة السورية ان يؤدي فشل مهمة المراقبين في فتح المجال امام التدخل العسكري الاجنبي كذلك الذي ساعد في الاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. لكن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال انه على الرغم من مطالبة المعارضة السورية باحالة الامر الى مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة فالمجتمع الدولي ليست لديه رغبة في التدخل العسكري في سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن والميلشيات الموالية للاسد قتلت سبعة اشخاص يوم الاحد في مدينة حمص بوسط سوريا وحولها. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي منظمة معارضة اخرى ان عدد القتلى يوم الاحد بلغ 14 قتيلا من بينهم عشرة في حمص. وانضم الجيش السوري الحر -وهو قوة معارضة مسلحة تشكل بالاساس من منشقين عن الجيش- الى الانتفاضة. وتقول الحكومة السورية ان "ارهابيين" قتلوا ألفين من قوات الامن خلال الانتفاضة.