عادت الأحداث غير المقبولة الى الملاعب السعودية وهذه المرة جاءت من منصة ملعب الأمير فيصل بن فهد لتعود بذاكرة المتابع الرياضي للوراء قليلاً وبالتحديد، قبل سنوات ليست بالطويلة، عندما انطلقت أول شرارة ل مصطلح (الأحداث المؤسفة في مباريات دورينا؟)، ومنها انطلق التعصب الرياضي ليضرب في ملاعب السعودية ويزداد يوماً بعد يوم وبشكل مخيف جداً، وأصبحنا نرى بعض الأحداث المؤسفة بشكل متوالٍ إذ تنوعت بعد ذلك طرق وأساليب عدة ، فشاهدنا بعض الجماهير تقوم بتهشيم زجاج السيارات، وإحداث مشاحنات وعراكات ساخنة خارج الملعب وداخله، وبعد ذلك امتدت داخل الملاعب بصعود اللاعبين إلى المدرجات وبالاشتباك مع الجماهير، وآخرون يضربون مصوراً تلفزيونياً ويرفسونه، وثالث يسدد لكمة خطافية لأحد الصحفيين، وصحفي متهور يؤجج التعصب الرياضي بمقالاته الهابطة فيتعرض لضرب من قبل بعض الجماهير الغاضبة وهو في سيارته الخاصة، ولاعب غاضب يلاحق لاعباً آخر في وسط الملعب وأمام الجميع بعصا الراية ويشبعه ضرباً، وفريق بأكمله يلاحق حكماً ويتفنن لاعبوه وإداريوه بأنواع الضرب من كل حدب وصوب ضد الحكم المسكين في مشهد مؤسف، والعديد من الأحداث الخارجة عن النص، والتي لا تمت للرياضة والمنافسة الشريفة بصلة. في المقابل حمل البعض الإعلام الرياضي مسؤولية وشرارة تأجيج تلك التصرفات، والتسبب بتزايد المشاحنات بين الفرق وإثارة الشغب الكروي والتعصب بين الجماهير بشكل مرعب. فيما حمل آخرون بعض القنوات الرياضية، مسؤولية إثارة التعصب بين الجماهير الرياضية، من خلال ما تعرض من أحداث احياناً تكون في غير محلها، لأنها تزيد من حدة التوتر والشد النفسي بين اللاعبين ومسؤولي الأندية والجماهير بالمدرجات فتكون بوابة لهذا الانفلات. وسابقا حمل البعض فئة معينة من الجماهير الرياضية، خصوصاً ذات الأعمار الصغير ما دون 17 سنة مسؤولية أغلبية تلك الأحداث لقلة الوعي لدى بعضهم، ولكن ما حدث بلقاء الهلال والشباب جاء من رجال كبار وواعين يعتبرون قدوة. واصبحت الجماهير لدينا تتأثر بما تقرأ واللاعبون وكذلك يتأثرون بالشحن الإعلامي قبل المباريات المهمة ومباريات الديربي خصوصاً، كما حدث بلقاء الهلال والشباب، فيدخلون المباراة بنفسيات متوترة ويكون الهيجان حاضراً في أي لحظة أثناء المباراة وعند أي صافرة بسبب غلطة حكم أو خطأ غير متعمد من لاعب الفريق الآخر فينفعل اللاعبون ومن ثم الجمهور في المدرجات ويحدث مالا تحمد عقباه. لقد كانت كرة القدم لدينا عنواناً للمتعة والإثارة والندية والتنافس الشريف، وأصبحت الآن عنواناً للتنافر والتناحر والتراشق والتقاذف والتشكيك في الذمم. والسؤال هنا: إلى متى تستمر هذه المهازل؟؟