وقعت « صدارة « للبتروكيماويات و»سار» مذكرة تفاهم لدراسة وتصميم وإنشاء خطوط حديدية تربط مجمعها الصناعي الضخم بمرافق التصدير في ميناء الملك فهد الصناعي وميناء الجبيل التجاري من خلال تسيير قاطرات وعربات شحن لنقل منتجات صدارة والمصانع التابعة لها والصناعة اللاحقة المجاورة لها. ويأتي هذا التوجه ضمن مذكرة تفاهم تم توقيعها مؤخراً بين الشركة السعودية للخطوط الحديدية « سار» وشركة صدارة للكيميائيات، ممثلة بمؤسسيها شركة أرامكو السعودية و شركة داو كيميكال، للتعاون في مجال استخدام السكك الحديدية لنقل منتجات صدارة من المواد الكيميائية من مرافق الإنتاج في مجمعها، الذي تجري إقامته حالياً في الجبيل الصناعية الثانية الى ميناء الملك فهد الصناعي وميناء الجبيل التجاري. وقد تم خلال اجتماع عقد مؤخراً في الظهران، بحضور مسئولين من كل من شركة صدارة للكيميائيات وشركة (سار) ومسؤولين من أرامكو السعودية وداو كيميكال، تبادل وثائق المذكرة التي تمثل مبادرة تعد هي الأولى من نوعها في المنطقة، وذلك حين تبدأ صدارة في الاعتماد على استخدام القطارات لنقل المنتجات الكيميائية والتحويلية الصلبة والسائلة كوسيلة نقل أساسية للمشروع. كما تم خلال الاجتماع مناقشة الخطط المستقبلية لهذا المشروع الذي يتوقع أن يتم الانتهاء من تصاميم إنشائه في 2012، كما يتوقع أن يكون موعد تشغيله الفعلي في حال اعتماده خلال العام 2014. ومن المتوقع أن تحقق هذه المبادرة عدة نتائج ايجابية، إذ ستكون حافزاً للشركات الأخرى للتحول الى استخدام وسيلة النقل بواسطة القطارات التي تعتبر أكثر أماناً من الوسائل الأخرى، الأمر الذي سيسهم عند تبنيها من قبل الشركات الأخرى في تحسن مستوى السلامة والحد من الحوادث بين مستخدمي الطرق مما سيكون له دور في تقليص عدد المركبات والشاحنات على الطرق في المنطقة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سار» الدكتور رميح بن محمد الرميح: « إننا فخورون بهذه الخطوة التي اثمرت عن توقيع مذكرة التفاهم وبالتالي ستنقل المشروع الى المرحلة التالية وهي مرحلة الدراسة التفصيلية والتصاميم. ونحن متفائلون بما ستصل اليه نتائج البحث والدراسة، التي يقوم بها فريق العمل من الطرفين، ونتطلع إلى مزيد من النتائج الإيجابية بإذن الله. وذكر بأن هذا المشروع هو جزء من شبكة الخطوط الحديدية التي تعتزم شركة سار تنفيذها لربط موانئ رأس الخير والجبيلوالدمام بمصانع مدينة الجبيل وبسكة حديد الشمال- الجنوب، حيث صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين في شهر يونيو من هذا العام، بتكليف شركة سار بذلك. وأضاف بأن هذا المشروع، الذي يعتبر الاول من نوعه في الشرق الاوسط بالنسبة لعملية نقل المنتجات الكيميائية، كما يعد الأول من نوعه في المملكة، سيعطي مرونة اكبر وخيارات اضافية للصناعات لاستخدام وسائل نقل مختلفة حيث سيضمن هذا المشروع نقل منتجات صدارة من المواد الكيميائية بصورة آمنة إلى مختلف مدن وموانئ المملكة، وذلك فور انتهاء مشروع خط الجبيل - الدمام الحديدي وكذلك خط الرياض- جدة بالإضافة إلى خط الشمال- الجنوب، الذي تقوم شركة سار بتنفيذه حالياً حيث تمكنت الشركة في شهر مايو الماضي من تشغيل خط التعدين البالغ طوله 1392 كم لنقل خام الفوسفات من المناجم بحزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية إلى مناطق التصنيع والتصدير التابعة لشركة معادن برأس الخير في المنطقة الشرقية . وأوضح بأن هذا المشروع يأتي ضمن خطط الشركة لإقامة وتطوير منظومة الخطوط الحديدية في المملكة من جهة والمساهمة في تطوير وتنمية المناطق التي يمر بها الخط الحديدي. كما أنه يدعم المناطق الصناعية غير القريبة من الموانئ بوسيلة نقل فعالة وآمنة، وهو ما سيسهم في تخفيف النقل الثقيل على شبكة الطرق الرئيسية وتقليل نسبة الحوادث . كما أن ذلك يتماشى مع توجهات شركة سار لإقامة شراكات مميزة واستراتيجية كبريات الشركات في المملكة مثل شركة صدارة للكيميائيات، لدعم خطط وتوجهات المملكة في توفير بنية تحتية صلبة وخدمات لوجستية للصناعات القائمة والمستقبلية لتكون عامل جذب للاستثمارات في المملكة. وتطرق الدكتور الرميح في حديثه إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في وقت سابق مع ارامكو السعودية لدراسة سبل الاستفادة من شبكة الخطوط الحديدية لنقل منتجاتها من مرافقها في مدينة الجبيل الى مرافقها في الجوف وطريف ، حيث اشار إلى أن هذه المبادرة هي امتداد لمبادرات أخرى تعمل شركة سار على تنفيذها للاستفادة المثلى من شبكات الخطوط الحديدية بالمملكة التي تشهد نمواً ودعماً كبيراً من الحكومة المملكة. ومن جهته أعرب المهندس علي عبدالحميد أبو علي الرئيس التنفيذي لشركة صدارة للكيميائيات عن سعادته بالتعاون مع شركة سار من خلال هذا المشروع الذي سيضع اسم صدارة كأول شركة في الشرق الاوسط تستخدم شبكة الخطوط الحديدية لنقل منتجاتها من الكيمائيات. وأشار إلى ان استخدام منظومة السكك الحديدية لنقل المنتجات الكيميائية تعد من اكثر الطرق أمانا وحفاظاً على البيئة، فاستخدام القطارات سيغني عن استخدام أكثر من خمسمائة شاحنة يوميا لنقل المنتجات من مصانعنا إلى ميناءي الجبيل التجاري والملك فهد الصناعي وهذا بدوره سيضيف عنصراً مهماً لسلامة مستخدمي الطرق في محافظة الجبيل. كما ذكر بأن هذه المبادرة تعكس استشعار صدارة للمسؤولية الاجتماعية واهتمامها بقيم المواطنة التي تأتي مسألة السلامة من أولياتها. وهذا الاهتمام مستمد أيضاً من قيم الشريكين المؤسسين لصادرة، وهما شركة أرامكو السعودية وداو كيميكال حيث تأتي مسألة السلامة كأولوية قصوى بالنسبة لهما أيضاً. وأشاد المهندس أبوعلي بالدعم الكبير الذي قدمته الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والذي لا يتمثل في توفير حرم لمسار القطار فحسب، بل من خلال الدعم الفني حيث كان لها إسهام بارز في التصاميم الهندسية المقترحة للمشروع. كما أثنى على الدور الفعال لكل من ميناء الملك فهد الصناعي وميناء الجبيل التجاري، حيث تم تخصيص مواقع لمرافق الشحن ومواقع للتحميل والتنزيل في ميناء الملك فهد الصناعي وميناء الجبيل التجاري بالإضافة إلى مساهمة المهندسين التابعين لهما في وضع التصاميم الهندسية للمشروع بالتعاون مع فرق العمل للوصول إلى وسيلة نقل أثبتت جدارتها بفاعلية عالية وأداء آمن وموثوقية كبيرة في الكثير من المصانع العالمية.